في خطابه بمناسبة عيد راس السنة الايرانية امام حشود من الناس في مدينة مشهد الايرانية قال المرشد الاعلى علي خامنه اي حول المفاوضات الايرانية الامريكية المحتملة بانه ليس متفائلا بالمفاوضات المباشرة ولكنه لا يعارضها.

بعد هذه التصريحات، كان من المتوقع ان يحصل لقاء بين المفاوضين الايرانيين والامريكيين في الاجتماع الثاني الذي عقد  في 6 من شهر نيسان  ورغم انه لم ينشر اخبار رسمية عن اللقاء والتفاوض المباشر بين الطرفين الا ان بعض التسريبات تقول بانه حصلت مفاوضات – و ربما محادثات  – بين الطرفين لمدة 40 دقيقة خلال المفاوضات.

يبدو ان الامريكيين استغلوا المفاوضات النووية الاخيرة والتي عقدت بعد ضوء اخضر للمفاوضات الايرانية الاميريكية من قبل المرشد الاعلى وفي التنسيق مع الدول الخمس تقدموا واخذوا زمام المفاوضة من قبل المجموعة بيدهم وتحدثوا بالنيابة عنهم وهكذا جربوا مفاوضات شبه مباشرة مع الايرانيين ولو تحت سقف واسم آخر. بينما في المفاوضات السابقة طيلة سبع سنوات، الطرف الامريكي كان في الاغلب الاعم في موقع المشاهد المتفرج.

ربما نظرا لهذا الانجاز الجديد اعتبر مسؤول امريكي رفيع المستوى جسب شبكة تابناك الاخبارية الايرانية، بان "مفاوضات ايران ومجموعة 5+1 في الماتا لم تفشل، مضيفاً‌ ان ثمة بوادر ايجابية شوهدت في هذه المفاوضات.
وأكد هذا المسؤول الامريكي الذي فضل عدم الكشف عن هويته، أن عدم التوصل الى نتيجة في مفاوضات الماتا 2 لا يعني توقف عملية المفاوضات.
وبالرغم من عدم تحديد موعد ومكان الجولة المقبلة من المفاوضات خلال مباحثات الماتا 2 الا انه وصف هذه المفاوضات بـ "المكثفة" و"ذات تفاصيل".
ونقلت تابناك عن هذا المسؤول الامريكي قوله بأنه بالرغم من عدم التوصل الى توافق، الا ان المفاوضات لم تفشل، لافتاً الى‌ ان المجموعة السداسية بحاجة الى مزيد من الوقت لاتخاذ القرار حول مستقبل المفاوضات.

بعد مضي ثلاثة اسابيع من تصريحات المرشد واسبوع من عقد اجتماع الماتا الثاني        جاء تصريحات رامين مهمان برست الناطق الرسمي للوزارة الخارجية الايرانية في ندوة تلفيزيونية حول "دراسة تشديد التوتر في العلاقة بين ايران والولايات المتحدة" كشاهد على صدق التسريبات الانفة ذكرها. حيث قال في الرد على سؤال حول ما اذا كان هناك تفاوض بين الطرفين في الماتا بانه: في الاجتماعات التي عُقدت بحضور الطرفين، اقترح الامريكيون ولعدة مرات، فكرة المفاوضات المباشرة وكما صرح السيد القائد بأنه لسنا متفائلين كثيراً بالمفاوضات ولكننا لا نعارضها، فعليه لو كان هناك أجواء تكون للمفاوضات المباشرة تأثير ايجابي فيها، ليس هناك منع في اطار خارطة رسمها السيد القائد.

اردف مهمان برست قائلا بان الاخبار المنتشرة حول المفاوضات  الخاصة بين الطرفين تخلو من الصحة وصرح بان الطرف الامريكي طلب المفاوضة المباشرة ولكنها لم تتحقق واحتمل الناطق ان يكون المقصود من هذه الاخبار بأن طرف المناقشات في الاجتماع كان الامريكيون الذين تحدثوا اكثر من زملائهم الاروبيون، وقال لو كان قصدهم هذا، فنقول: نعم، في هذه الاجتماعات، عُرض الاراء في أجواء تسودها الصراحة والارتياح. المفاوضون الايرانيون كانوا يردون على الاسئلة والاستفهامات والطرف الامريكي ايضاً خاض في المباحثات تماماً وكان يبدي آرائه.

اما حول المفاوضات المباشرة بين ايران وامريكا يقول مهمان برست بانه لو ظهرت شواهد تدل على انه حصل تغيير في سلوك الامريكيين و انهم تخلوا عن عدائهم سيكون حينذاك مجال لدراسة الموضوع.

وحول ما ذا يكون هذه الشواهد والملامح وما ذا يفعل الامريكيون حتي تعتبره ايران ، ايجابياً؟ قال مهمان برست :" بعد 60 عاماً من الخصومة والعداء واستمرارها فمن الطبيعي ان يكون اجواء العلاقات متوترة، ولرفع هذا التوتر يجب ان يكون سلوك السلطات الامريكية في اتجاه إنهاء العداء والتعويض عنها ومن الممكن ان تكون المفاوضات النووية ساحة وفرصة للطرف الآخر ليثبت تبدل اتجاهه عملياً".

يبدو بالرغم من تزايد العقوبات الامريكية على ايران، هناك رغبة في الطرفين بالمفاوضة وكسر الجليد الذي استمر طيلة اكثر من ثلاثة عقود وسيطر على العلاقات وربما في الشهور المقبلة وخصوصا بعد الانتخابات الرئاسية سيتفاجأ العالم بتقدم نوعي بين الخصمين الذين لا يستغني أحد منهما عن الآخر، رغم وصف احد الطرفين للآخر بالشيطان الاكبر والآخر للاول بأحد محاور الشرَ. فكيف يلتقي الشيطان والشر؟ يكفي الشهور المقبلة للإجابة عن هذا السوال المحوري.