كشفت مجلة "ناشيونال إنترست" الأميركية  عن "الأسباب الحقيقية" وراء شراكة روسيا مع إيران، متوقعةً استمرارها رغبةً في حفاظ موسكو على دورها كلاعب جيوسياسي والتأثير على العالم الإسلامي. 
 
وفي تقريرها، لم تستبعد المجلة أن يطول أمد التوترات الأميركية-الإيرانية، مُشيرةً إلى أنّ روسيا بذلت ما بوسعها من أجل احتواء تأثير "الأزمة الأميركية-الإيرانية" المحتمل على أمنها القومي. 

و قسّمت المجلة السياسة الخارجية التي انتهجتها روسيا في تعاملها مع الأزمة إلى 3 مجالات تركيز أساسية: 

أولاً: ربطت المجلة المجال الأول بعدد المسلمين في روسيا (يقدّرون بـ20 مليون) من جهة، وقدرة موسكو على التأثير على العمليات السياسية في البلاد. واعتبرت المجلة أنّ روسيا تحتاج إلى الحؤول دون اندماج هؤلاء مع المجموعات المتطرفة، وتمثيل مصالحهم في الوقت نفسه. وتابعت المجلة في تحليلها، مشيرةً إلى أنّ موسكو تخشى من تمتّع الغرب أو حتى إيران بالنفوذ لزعزعة الاستقرار في البلاد على المستوييْن السياسي والاجتماعي. كما تخشى موسكو من احتمال اندلاع مواجهات بين أبناء الطائفتين السنية والشيعية على أراضيها ومن تدخل إيران على هذا الصعيد، بحسب ما كتبت المجلة.


ثانياً: قالت المجلة إنّ المجال الثاني يتركّز حول المناطق التي تعتبر روسيا أنّها تقع في دائرة نفوذها، مثل أذربيجان وتركمانستان وأرمينيا وغيرها، لافتةً إلى أنّ علاقات قوية تربط هذه البلدان بطهران. وتابعت المجلة بأنّ التعاون بين روسيا وإيران يتمحور بشكل أساسي حول مناطق القوقاز وبحر قزوين ووسط آسيا. كما تحدّثت المجلة عن مشروع "شراكة أوراسيا" الذي انضمت إيران إليه. 

ثالثاً: ربطت المجلة المجال الثالث بالمخاوف الإنسانية والاقتصادية المتداخلة، لافتةً إلى أنّ المشاريع التربوية والثقافية بين البلديْن تضاعفت منذ إعلان إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن استراتيجيتها لإيران. وبيّنت المجلة أنّه في الوقت الذي ركّزت فيه الولايات المتحدة على "تركيع إيران"، ركّزت روسيا على المستقبل، إذ تعززت الروابط الاقتصادية بين البلديْن خلال السنوات القليلة الماضية، وبلغ حجم التبادل التجاري ملياري دولار في العام 2018. 

توازياً، أملت المجلة أن تحافظ روسيا وإيران على علاقة إيجابية على الرغم من خلافاتهما السابقة، مذكّرةً بـ"طرد" القوات الروسية في العام 2016 من قاعدة همدان التي استخدمتها لتنفيذ عمليات عسكرية في سوريا. 

وخلص الموقع إلى أنّ روسيا تريد الحفاظ على موقعها كلاعب جيوسياسي والتأثير على العالم الإسلامي، مستدركاً بأنّها لا تريد في الوقت نفسه الانخراط في النزاعات المرتبطة بهذا العالم. لذا، رأت المجلة أنّ الزعماء الروس ما زالوا يرون فوائد تدعو إلى الحفاظ على الشراكات الاستراتيجية مع عدد من دول الشرق الأوسط، على الرغم من "مخاوفهم المبررة". واعتبرت المجلة أنّ الروس يأملون عبر هذه الشراكات تحديد الثمن الذي تنوي إدارة ترامب دفعه مقابل تحقيق أهدافها.