اعتبر وزير المهجرين غسان عطاالله، في حديث اذاعي ان "مشكلة المهجرين في ​لبنان​ اكبر من تعويضات مادية لان المشكلة في النفوس وليس في الفلوس، والمنطق الطبيعي ان مبلغ 30 مليون ليرة لا يغري شخصا للعودة الى قريته وإعادة إعمار أملاكه فيها، بينما الذين يعودون يفعلون ذلك بسبب الحنين والذكريات في قراهم". وقال: "إذا لم نعد الارتباط بين الناس ولم نزل من أذهانهم مشاهد الحرب البشعة ولم نؤكد لهم أن ذلك المشهد لن يتكرر، فأموال الدنيا لن تعيد المهجر الى قريته".

ولفت الى أنه عمل منذ استلام وزارته على "إجراء لقاءات حوارية تجمع الناس ليقولوا الحقيقة، وان القداس الذي أقيم في الجبل كان بهدف تمتين المصالحة التي ليست حكرا على أحد"، مشيرا الى أن "الرحلة التي كان من المفترض ان تقام غدا كانت ستضم وفودا من المهجرين مع اهالي المناطق التي تهجروا منها، بوجود عدد من الاعلاميين وموظفي ​وزارة المهجرين​، وهي لاقت ترحيبا كبيرا من اهالي تلك المناطق، إلا أن الزيارة أرجئت بسبب الاوضاع في الجبل وخوفا من فهمها بشكل خاطىء او محاولة بعض المغرضين حرفها عن أهدافها".

وأسف لان "الناس متعطشة للقاء والتواصل والفرح ورؤية لبنان الجميل، في مقابل تعطش البعض للدم ولقطع الطرقات"، متوجها لهؤلاء: "أنتم أقلية ولن نسمح لكم بتخريب البلد. نحن لا نريد ​الحياة​ التي تستلذون انتم بها. نحن في ​الشوف​ وفي كل لبنان نريد ان نعيش سويا لاننا مسالمون ونحب الحياة ونريد مستقبلا أفضل لأولادنا".

واستغرب "اعتبار البعض أن حادثة ​قبرشمون​ ستمر بسهولة"، داعيا إلى "عدم الاستخفاف بما حصل لأن في الأمر محاولة اغتيال وزير في ​الحكومة​، ولا يمكن تصوير الأمر بخلاف ذلك"، معتبرا ان "من واجب المرافق ان يحمي الوزير الموكل بحمايته حين يتعرض للخطر"، داعيا الجميع إلى أن "يكونوا تحت سقف القانون ويسلموا المرتكبين ويتركوا ​القضاء​ يأخذ مجراه".

وشدد على أن "حكمة ​رئيس الجمهورية​ ​ميشال عون​ يمكنها تهدئة الأجواء والوصول الى خواتيم افضل لانه "بي الكل" وهمه الدائم الحفاظ على سلامة البلد وعلى العلاقات المميزة بين كل الاطراف. هو راع لكل المصالحات من اجل ايجاد الحلول والتهدئة". وقال: "ما جرى لا يمكن حله ب"بوس اللحى"، فهناك قانون وانسان يجب ان يتعلم من اخطائه، إذ لا يمكننا بناء دولة بلا هيبة ومن دون حساب وثواب وعقاب. سقط شهيدان دمهما لم يبرد بعد، لذلك لا يمكننا اعتبارها حادثة مرت مرور الكرام، خوفا من تكرار هكذا حوادث".

ورفض ما يقال عن استفزاز فريقه للآخرين، معتبرا ان "الاستفزاز الذي يتهمون به هو في سبيل تمتين المصالحة وتدعيمها وربط ​الطوائف​ والمذاهب بعضها ببعض والانفتاح والبعد عن التقوقع، وما يتهم به "​التيار الوطني الحر​" بنبش القبور، فالتيار لم يشارك في الحرب الاهلية، بل من شارك وقتل هو من يتحمل مسؤولية نبش تلك القبور وكشف مصير من قتلهم".

واستغرب "تخوف البعض من ذهاب القضية الى ​المجلس العدلي​"، معتبرا ان "هؤلاء الرافضين هم من ارتكبوا الجريمة ولا يريدون ان يحاسبوا جراء ما اقترفوه".

وفي الموضوع الحكومي، رأى ان "اجتماع ​مجلس الوزراء​ قد يتأثر باجتماع جلسات ​مجلس النواب​، مع وجود عدد كبير من طالبي الكلام"، داعيا إلى "انعقاد الحكومة بأسرع وقت لان الناس تعبت"، مشيرا الى ان "الاجواء أجواء تهدئة والامور نحو الافضل، وانا على قناعة بأن النائب السابق ​وليد جنبلاط​ شخصيا لن يغطي مجرما ولن يسمح بأن يتكرر حادث كالذي حصل".