معادلة «أنا جبران وجبران أنا» تنطبق أيضاً على علاقة الرئيس ميشال عون بالوزير جبران باسيل، خصوصاً بعد حادثة الجبل، وزيارة باسيل لطرابلس وبشري، إذ صار عون مقتنعاً بأنّ المستهدف بعد كل ما جرى هو باسيل والعهد.
 

هذا ما تؤكده مصادر «التيار الوطني الحر»، التي تقرأ موقف الرئيس عون والتيار انطلاقاً من الاعتبارات الآتية:

أولاً ـ قبل زيارة الجبل شكّل ما حصل في بشري إعلاناً صريحاً لممارسات ميليشياوية، رافقت الزيارة في كل مراحلها، من نزع اللافتات الى وضع رايات «الصدم» كي يمر موكب باسيل تحتها، الى وضع مكبّرات الصوت لأغاني «القوات اللبنانية» خلال الحرب، لإيصال رسالة تحذير واضحة الى الحملة الإعلامية عبر وسائل التواصل التي طالت عون وباسيل. كل ذلك تضعه المصادر في خانة العودة الى زمن مضى، وفي خانة الخشية من تحالف التيار مع وليم جبران طوق، فإذا جرت الانتخابات على أساس القانون الحالي، ستُخرق «القوات اللبنانية» بأحد مقعدي بشري في عرينها، وهذا هو سبب التوتر والتشويش على الزيارة.

ثانياً ـ في ما يتعلق بحادثة الجبل يعتبر الرئيس عون أنّ جبران هو المستهدَف بالحادث الامني وليس النائب طلال ارسلان، وقد أكدت مواقف الحزب التقدمي الاشتراكي، خصوصاً كلام الوزير أكرم شهيّب الذي احتسب الوزير صالح الغريب من حصة باسيل، بأنّ المستهدف كان باسيل فعلاً، وانّ كل ما حكي عن خلاف درزي درزي لم يكن أكثر من واجهة سطحية للأزمة، فحسب المصادر إنّ المستهدف هو باسيل والوجود المسيحي في الجبل الذي يمثّله «التيار الوطني الحر».

ثالثاً ـ اذا كان ما حصل هو استهداف لباسيل، فكيف لا يكون استهدافاً للعهد وللرئيس عون شخصياً، فباسيل هو رئيس التيار، وكان الرجل الثاني بعد العماد عون قبل انتخابه رئيساً، وهو اليوم المسؤول عن حضور التيار في الحكومة والمجلس النيابي والادارة، وجولاته في المناطق حق يكفله القانون، وسواء تمّت مواجهة هذه الجولات بالممارسات الميليشياوية او بالأحداث الأمنية فالنتيجة واحدة، وهي أنّ هناك تحالفاً لا يعلن عن نفسه يسعى الى توجيه رسائل الى العهد في كل اتجاه.

رابعاً ـ بناءً على هذا الاستهداف يرفض عون تمييع حادثة الجبل، ويصرّ على سَوق المتهمين الى التحقيق الذي يؤدي الى إحالة الملف الى القضاء العادي أو العدلي. أمّا عن اجتماعات الحكومة فلن يصرّ التيار على وضع الملف في جدول أعمال الحكومة، لكن في المقابل ستتم مناقشته في أول جلسة يحدّدها الرئيس سعد الحريري باعتبار أنّ مجلس الدفاع الأعلى أصدر توصيات للحكومة التي يفترض بها متابعتها، واذا تبيّن للتحقيق أنّ الحادثة متعمّدة، سيوضَع الملف في جدول أعمال الحكومة «اذا مش هالجلسة اللي بَعدا»، والرئيس عون مصرّ على أن تأخذ العدالة مجراها، وأن يكشف التحقيق كل فصول هذا الاستهداف.

الى أين سيصل ملف حادثة قبر شمون؟ تقول المعلومات إنّ رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط مطمئن الى أنّ الرئيس نبيه بري يعمل على إيجاد حل مقبول من جميع الاطراف، ويتعامل مع جنبلاط وفقاً لقاعدة التسليم المتوازي للمطلوبين من الطرفين، وهو ينتظر تسليم النائب ارسلان من أطلقوا النار في البساتين، وهؤلاء يفوق عددهم الثلاثة اشخاص، واذا ما حصل التسليم سوف يحدد التحقيق المسؤولين عن الحادثة وتأكيد وجود كمين من عدمه. لكنّ الواضح أنّ جنبلاط أرسل رسالة مفادها أنّ اللعب بنسيج الجبل وصل الى تخطّي كل الخطوط الحمر، وأن ما يقوم به باسيل، المدعوم من رئيس الجمهورية، لا يمكن أن يمر ما دام الهدف ضرب زعامة جنبلاط وموقع الطائفة الدرزية.