تقدّم الفريق القانوني في تحالف متحدون وجمعية "غرين غلوب" ممثلةً برئيسها سمير سكاف بشكوى أمام النيابة العامة التمييزية بتاريخ 12 تموز2019، ضد نبيل الجسر بصفته الشخصية وبصفته رئيس مجلس الإنماء والإعمار وجهاد العرب بصفته الشخصية وبصفته رئيس شركة الجهاد للتجارة والتعهدات، وذلك على خلفية ما سيسببه معمل الكومبوستينغ الذي تنفذه شركة العرب بتكليفٍ من المجلس في مطمر الكوستابرافا، من أضرارٍ جسيمة على صحّة المواطنين وروائح وغازات سامة وكريهة، باتت للأسف ومطار رفق الحريري الدولي صنوان، مما يتسبب بإساءةٍ بالغة لسمعة لبنان واللبنانيين وللسياحة التي يقوم عليها اقتصاده بشكل أساسي. وقد بيّنت الشكوى المخالفات لقانون حماية البيئة رقم 444/2002. 
 
وفي ظلّ تخلّف وزارة البيئة عن إصدار القرار بوقف تنفيذ المعمل المذكور بشكل فوري، وبخاصّة بعد تواطؤ مجلس الإنماء والإعمار في التغطية على الكمّ الهائل من النفايات العضوية الذي تتدفّق إلى مطمر الكوستابرافا مع غياب الفرز الصحيح أساسًا، لم يستجب المجلس لأيّ طرح بنّاء للمعالجة واكتفى بإطلاق وعود فارغة. ويهمّ التحالف التذكير بأنَّ جهاد العرب (وشركاته) وبعدما وقّع مذكرة التعاون معه "من المصدر إلى المطمر" لم يفِ بالوعود التي قطعها، حيث بقيت أربع التزامات مهمة من المذكرة غير منفّذة بسبب تنصّل العرب منها، وهي:  
 
1- تخلّف جهاد العرب وممثل مجلس الإنماء والإعمار عن تقديم الإحصاءات المطلوبة لإنهاء الدراسة التقنية والتي كانا وعدا التحالف بها وبدون تحفّظ في أول زيارة ميدانيّة إلى مطمر الكوستابرافا.
2- تنصّل العرب من الالتزام بعيّنة نموذجية لتنفيذ خطة متكاملة حول الفرز من المصدر.
3- لم يسقط العرب الدعاوى المقابلة على "متحدون"، وهو أمرٌ وإن لا يكترث له التحالف، إلا أنّه يبيّن مدى إيفاء الخصم بالتزاماته.  
4- لم يساهم العرب بجهود وقف تنفيذ معمل الكومبوستينغ في الكوستابرافا كما كان قد أشار سابقًا. 
 
وكان مجلس الوزراء قد أقرّ بتاريخ 18/1/2018 توسعة مطمر الكوستابرافا وإنشاء معمل تسبيخ (composting) عليه وتجديد عقد المشغل الحالي (جهاد العرب)، إذ أنّ هذا القرار هو جريمة جديدة درجت الحكومة اللبنانية على ارتكاب مثيلاتها دون رادع أو رقيب مخالفةً بذلك القوانين والاتفاقات الدولية التي ستعرّض لبنان للمحاسبة والعقوبات، ناهيك عن تجاهلها للسموم المسرطنة التي تسببت للناس بشتى أنواع الأمراض والأوبئة وعرّضت سلامتهم وصحّتهم للخطر الأكيد والمحقق. وأكثر دلالة على صحّة الشكاوى القضائية التي يتقدّم بها التحالف و"غرين غلوب" النتائج التي توصّل إليها فريق الغواصين المحترفين وتلك المتأتية عن التحاليل المخبرية الصادرة عن الجامعة الأميركية في بيروت، والتي أرفقت بالشكوى المشار إليها، ما تبيّن معه وجود واقع كارثي لقاع البحر الرملي، وبين الصخور وتحتها، أضف إلى ذلك الانحباس الهائل لغاز الميثان بنتيجة تحلل النفايات العضوية، مما يشكّل قنبلة موقوتة تهدد سلامة وحركة الطيران في مطار لبنان الوحيد. 
 
يؤكّد التحالف و"غرين غلوب" استمرارية عملهما ضد المطامر البحريّة التي من شأنها تدمير الشاطئ اللبناني وواجهة البلد وسمعته، وإنَّ الوعود الكاذبة التي قطعها المجلس وجهاد العرب ولم يلتزما بها لن تحبط "متحدون" و"غرين غلوب"، بل تدفعهما للتحرّك بإصرارٍ مضاعف نحو محاربة الفساد وكبار الفاسدين في ملفٍ بهذه الحساسيّة والخطورة.