في تطور مفاجئ لبنانياً، وإن كان غير منفصل عن اشتداد التوتر الإيراني – الأميركي، أعلنت وزارة الخزانة الأميركية في بيان لها، أنها "وضعت ثلاثة من قيادات حزب الله على قوائم العقوبات، هم: النائبان في البرلمان اللبناني محمد رعد وأمين شري، ومسؤول جهاز الأمن في حزب الله وفيق صفا". وهي المرة الأولى التي تطال فيها العقوبات الأميركية نواباً للحزب.
وفي إشارة تحذيرية للدولة اللبنانية كما لحزب الله، قال بيان الخزانة الأميركية: "يجب على الحكومة اللبنانية قطع اتصالاتها بأعضاء حزب الله المدرجين على العقوبات، وأضاف: لن نغلق أعيننا عن أعضاء الحزب في الحكومة.
 
مما لا شك فيه إنها المرة الأولى التي تلجأ فيها الولايات المتحدة الأميركية إلى فرض عقوباتٍ على أصحاب مناصب في الدولة من حزب الله. تُدرج واشنطن الحزب على قوائم الإرهاب منذ زمن. وقبل فترة أصدرت عقوبات بحق الأمين العام للحزب السيّد حسن نصر الله، والشيخ نعيم قاسم، كما نصحت حلفاءها بإدراج الحزب بشقّيه السياسي والعسكري على لوائح الإرهاب. ولكن أن تلجأ الإدارة الأميركية إلى فرض عقوباتٍ على نائبَين في البرلمان، فإن ذلك مؤشرٌ لا بد من الوقوف عنده، ولا بد أنه قد يستدعي إجراءات جديدة ومماثلة، سواء قد تطال شخصيات في الحزب، أم في خارجه.
الخطوة من حيث التوقيت لافتة، خاصةً وأن الأيام القليلة الماضية عادت وحملت معها الكثير من أجواء التصعيد بين واشنطن وطهران، وخاصةً بعد دخول بريطانيا على خطّ التصعيد ضد إيران والضغط عليها، وهو الأمر الذي قد يستدعي أيضاً مواقف أوروبية جديدة رداً على الخروقات الإيرانية للاتفاق النووي. 
 
 
ووسط هذه المعمعة الدولية، فإن لبنان سيكون على ما يبدو متأثراً بها وبتطوراتها، والتي ربما بدأت تباشيرها بالظهور إثر صدور هذا القرار.
بحسب ما تذكر مصادر متابعة، فإن هذا القرار قد لا يكون يتيماً، وربما ستصدر قرارات أخرى مماثلة في المرحلة المقبلة، خاصةً وأن تقارير عديدة وردت من واشنطن قبل فترة تفيد بأن الخزانة الأميركية ستفرض عقوباتٍ على شخصيات سياسية لبنانية وازنة وعلى علاقة تحالفية مع حزب الله. ومن بين هذه الشخصيات، نواب ووزراء بارزون، بعضهم من حاول العمل سريعاً على إجراء اتصالات سياسية لتجنّب مثل هذه العقوبات. ولكن إذا ما صدرت الإجراءات المتوقعة، فهذا يعني أن التصعيد سيصل إلى مرحلة بالغة التعقيد، ولا بد من أنه سينعكس على موازين القوى. قد لا يكون فرض الولايات المتحدة عقوباتٍ على حزب الله أمراً جديداً، باعتبار أنّ تاريخ المواجهة بين الجانبين شاهدٌ على الكثير من العقوبات التي فرضتها وزارة الخزانة الأميركية على قياديين رفيعي المستوى في الحزب، أو حتى على أشخاص داعمين للحزب، أو ممّن تربطهم به علاقات تجارية وعسكرية وفي هذا السياق اكدت معلومات مستقاة من مصادر دبلوماسية غربية الى ان دفعات جديدة من العقوبات ستصدر تباعا متضمنة اسماء لحلفاء الحزب، وتعتبرها المصادر رسائل الى المؤسسات الرسمية.
 
 وفي حين يُنتظر أن يتطرّق الأمين العام لـ حزب الله السيد حسن نصرالله اليوم للعقوبات الأميركية، فإن الحزب أعلن في أول ردّ فعل على قرار واشنطن عبر نائبه علي فياض انه إهانة للشعب اللبناني قبل أي شيء، فيما وصفه النائب علي عمار بأنه وسام شرف. فهل العقوبات الجديدة تحذير للحكومة.