قالت واشنطن بوست إن حلفاء أميركا بالخليج ظلوا لسنوات يحرضونها على انتهاج الشدة ضد إيران، لكن مع تزايد احتمال نشوب حرب، فإن هؤلاء الحلفاء لم يعودوا يعرفون تماما ماذا يريدون.
 
ويطمح العديد من المسؤولين العرب والمحللين بالخليج إلى أن تبدي الولايات المتحدة صرامة أشد لردع إيران، لكن مع إبداء حرص أكبر لتجنب استفزازها، وفق ما ورد في التقرير الإخباري الذي أعدته من دبي محررة شؤون الشرق الأوسط بالصحيفة، إريك كنينغام.
وأضافت أن البعض في منطقة الخليج ينتابهم التوتر إزاء الإشارات المتناقضة التي تصدر من إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، حتى أنهم أيضا بدؤوا يطلقون إشارات مماثلة.
 
خلافات بين واشنطن وحلفائها الخليجيين
وتقول الصحيفة إن التوتر المتفاقم في الخليج كشف عن وجود خلافات بين الولايات المتحدة وحلفائها في المنطقة يُعزى السبب في جزء منها إلى تباين الآراء حول مدى الحزم الذي ينبغي على إدارة ترامب اتباعه في مواجهة إيران.
 
وتنظر واشنطن وحلفاؤها الإقليميون، مثل السعودية والإمارات، إلى إيران وشبكة وكلائها على أنهم مصدر الخطر الرئيسي في المنطقة، مما دفعهم إلى التعاون معا لشل الاقتصاد الإيراني عبر فرض عقوبات عليها وعزل قيادتها.
 
كما أن واشنطن بوست تنقل عن دبلوماسيين، لم تكشف عن هوياتهم، القول إن ثمة اختلافا في وجهات النظر بين الولايات المتحدة وحلفائها حول جدوى المفاوضات في حل الأزمة الماثلة والدور الذي يتحتم على هذه الدول أن تضطلع به لضمان أمنها.

تردد وعدم إجماع
وليس هناك إجماع في الرأي حتى بين دول الخليج حلفاء أميركا بشأن أنجع السبل للتصدي لإيران. ومع احتمال أن تجد تلك الدول نفسها في الخطوط الأمامية في أي صراع عسكري مع إيران، تبدو مترددة في دعم الموقف الأشد صرامة الذي تتبناه الولايات المتحدة.

ويرى محللون أن التصريحات المتضاربة الصادرة في السر والعلن من دبلوماسيين أميركيين وإقليميين، تقف شاهدا على عمق الخلاف المحتدم بين الحلفاء حول ملامح السياسة المتبعة بقيادة أميركا والتي يعتقد كثير من المسؤولين والمحللين في المنطقة أنها قد تفضي إلى حرب.

وبينما ألقت واشنطن باللائمة على إيران في الهجمات الأخيرة على ناقلات النفط التجارية قرب مضيق هرمز، أحجمت معظم دول الخليج عن التصريح علانية بضلوع طهران في تلك الحوادث بل دعت إلى إجراء حوار معها وضبط النفس.

قلق خليجي من إستراتيجية واشنطن
وينتاب بعض المسؤولين والمحللين في المنطقة القلق من أن الإستراتيجية الأميركية القائمة على ممارسة "ضغوط إلى أقصى حد" على إيران، تُعرِّض دول الخليج إلى خطر التورط في صراع دون ضمانات أمنية قوية، على حد تعبير الصحيفة.

وتمضي واشنطن بوست في تقريرها إلى أن بعض المعلقين في السعودية والإمارات انتقدوا إحجام إدارة ترامب عن توجيه ضربة عسكرية ضد إيران إثر إسقاطها لطائرة تجسس أميركية مسيرة فوق مضيق هرمز الشهر المنصرم.

وتشير الصحيفة إلى أن دعوة ترامب إيران للتفاوض دون شروط مسبقة عقب تلك الحادثة أصابت البعض في الخليج بالإحباط، لأن طهران قد تعتبر التراجع الأميركي المفاجئ "علامة ضعف"، حسب وصف دبلوماسيين ومحللين.