على خلفية تصدي تحالف متحدون للفساد في ملف الضمان الاجتماعي من خلال الدعاوى القضائية التي أثمرت ادعاءات وقرارات اتهامية وجنائية بحق كبار الفاسدين في الصندوق، يطالعنا اليوم ادعاء آخر، لكن هذه المرة مقدمٌ من إدارة الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي بوكالة المحامي الأستاذ أسعد أبي رعد ضد تحالف "متحدون" وذلك أمام النيابة العامة التمييزية بجرمي الذم والقدح، لا سيما العبارات التي وردت في أحد بيانات التحالف من أنَّ الضمان "تحول إلى مغارة علي بابا والأربعين حرامي...ولا بد من تحديد مكامن الهدر والاختلاس بعد ما وصل الصندوق إلى حد الإفلاس بما يهدد أكثر من مليون لبناني مظلوم..."، مما دفع بالنيابة العامة إلى طلب الإذن بملاحقة محامي "متحدون" من نقابة المحامين في بيروت، ما علم به محامو التحالف بتاريخ اليوم 10 تموز 2019. 

 

يستغرب التحالف أشد الاستغراب أن تصبوا الأمور بالفاسدين والمفسدين إلى هذا المستوى، فبدل تكريم هؤلاء المحامين وتعليق الأوسمة على صدورهم بتصديهم بكل جرأة ومهنية واستقلالية لأحد أهم ملفات الفساد في لبنان، نرى قلة الحياء قد وصلت إلى طلب ملاحقتهم بدل مكافأتهم، وكأنه يُراد من وراء ذلك في هذا الملف وغيره من الملفات تركيع الأصوات القليلة "اللبنانية فقط" كي تصبح جنازة هذا الوطن ناجزة!

 

إنَّ كل دعوات الفاسدين ومن ورائهم لن تثني محامي التحالف، لا بل تزيد من قناعتهم بصواب ما يفعلونه وبأهمية تسخير كل جهد يملكونه في سبيل مكافحة الفساد والإصلاح المنشود. كما يثمّن محامو التحالف، على صعيدٍ متصل، متابعة النائب العام المالي القاضي الدكتور علي إبراهيم للإخبار المقدم من قبلهم بشأن فضيحة التوظيفات الوهمية وعلى رأسها تلك المتعلقة بالوزير السابق فايز شكر، حيث يأملون خيرًا من القاضي إبراهيم بهذا الشأن.