وضعت الإدارة الأميركية أمس الثلاثاء ثلاثة من قياديي حزب الله على قوائم العقوبات، من بينهم رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد والنائب أمين شري بالإضافة إلى معاون الأمين العام لحزب الله وفيق صفا. كما طالبت الخزانة الأميركية المجتمع الدولي إدراج حزب الله بجناحيه السياسي والعسكري على قوائم الإرهاب.
 
وقالت أنها تضع آلية للتأكد من عدم وصول مساعداتها إلى أيدي "حزب الله". واكدت الإدارة الاميركية أنها لن تغلق اعيننها عن اعضاء الحزب في الحكومة اللبنانية.
 
ما زال هذا الخبر في إطار الضغط المتواصل على حزبالله من قبل الإدارة الأميركية لأسباب عديدة و دواع كثيرة لسنا بصدد الحديث عنها، ولكن كان من اللافت اعتبار النائب في حزب الله علي فياض أن "قرار العقوبات الأميركي إهانة قبل أي شيء للشعب اللبناني واعتبره طعنا للسيادة، مشيرًا إلى أنه "يجب أن يكون هناك موقف رسمي من المجلس النيابي والحكومة حول ما يمس سيادة لبنان. 
 
من حق سعادة النائب فياض بالطبع أن يعبّر عن رأيه ويدافع عن حزبه وأن يصف القرار الأميركي بما يشاء انسجاما بقناعات الحزب وتطلعاته واستراتيجياته في التعامل مع هذه العقوبات، إلا أن اللافت هو اعتبار القرار إهانة لكل اللبنانيين، فيما اللبنانيون جميعهم يعرفون امتدادات الحزب وتشعباته خارج الحدود اللبنانية على مستويات عديدة لا سيما السياسية والعسكرية والأمنية وأنهم ليسوا أكثر من مخزون يستخدم عند الحاجة ناهيك عن أنهم "شاهد ما شافش حاجة"  على مستوى ما يقوم به الحزب في سياق امتداده ونشاطه الخارجي مما جعلهم ولبنان كله عرضة للإهانات الدولية والعربية بسبب حزب الله ومواقفه .
 
إن إهانة اللبنانيين تحصل كل يوم على مرأى ومسمع من قيادات الحزب ونوابه ومسؤوليه، وفي نظرة سريعة على واقعنا الاجتماعي والمعيشي يستطيع النائب فياض أن يخرج بمشاهد كثيرة عن الإهانات التي يواجها اللبنانيون في دولة يمسك الحزب بزمام أمورها ويعلم كل شاردة وواردة فيها .
 
إهانة اللبنانيين يا سعادة النائب إن كانت في العقوبات الأميركية ضد نواب ومسؤولين في حزب الله فإن ما يحصل كل يوم مع أي لبناني هو إهانة له في حياته المعيشية والاجتماعية والصحية والتعليمية، إن ما وصلت إليه البلاد يا سعادة النائب من الإنهيار الاقتصادي والسياسي والإجتماعي والبيئي هي إهانة للبنانيين جميعهم ولم يكن ليحصل كل ذلك لولا إمساكم وحزبكم بزمام السلطة وتغطية هذا العهد ومؤسساته بكل أخطائه وجنونه وانفلاته من كل القوانين والمؤسسات .
لإهانة اللبنانيين مشاهد كثيرة لا تقل أهمية عن القرار الأميركي تجاه نواب ومسؤولين في الحزب، ولا نعتقد أن أي مسؤول في حزبالله لا يعرف المعاناة الممتدة من البقاع الى بيروت الى الجنوب الى الشمال بسبب الغياب الكامل لأبسط الخدمات والحقوق