أعدّ الكاتب إيريك يوفي مقالاً في صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية رأى فيه أنّ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يدفع بالرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى نتائج كارثية من خلال اصطدامه مع إيران، فقد شجعه على الإنسحاب من الإتفاق النووي، والآن أعلنت إيران عن نيتها زيادة تخصيب اليورانيوم، وهذا الامر له تداعيات صعبة على اسرائيل.
 
وقال الكاتب: " تزامنًا مع اقتراب إجراء الانتخابات في إسرائيل، لدي اقتراح للناخبين الإسرائيليين، وهو أن يتطلعوا الى سياسية نتنياهو باتجاه إيران عندما يذهبون الى مراكز الإقتراع، لكي يقرروا إذا كانوا سيصوّتوا له أو لا".
 
ولفت الكاتب الى أنّ نتنياهو أكد أنّه لن يسمح لإيران بامتلاك أسلحة نووية، وجعل الملف الإيراني هو المحور المسيطر على علاقاته بالولايات المتحدة، ولهذا لا بدّ من اعتبار إيران اختبارًا جوهريًا لتحديد ما إذا كان نتنياهو يستحق دعم الإسرائيليين، الذين عليهم أن يسألوا "كيف تسير الأمور الآن على الجبهة الإيرانية؟".
 
وإذ ذكر الكاتب أنّ إيران أعلنت عن رفع نسبة تخصيب اليورانيوم، أشار الى أنّ التصريحات الإيرانية لا تعني أنّ إيران ستمتلك قنبلة قريبًا، لكنها تشير إلى أن طهران تفعل سعيها لامتلاك المواد اللازمة لإنتاج سلاح نووي، وإذا تطورت الأمور، على نتنياهو أن يتحمل المسؤولية. واعتبر الكاتب أن إيران تشكل خطورة، ولذلك على إسرائيل والغرب إعداد استراتيجية لاحتواء طموحاتها النووية، وأشار الى أنّ نتنياهو كان قد وعد بهذه الإستراتيجية، لكنه لم ينفذ وعده.
 
وأشار الكاتب إلى أنه بعد انتخابه عام 2009، كان بإمكان نتنياهو  إقامة علاقات ودية ويقيم ثقة مع إدارة أوباما، التي عملت في الملف الإيراني، وأن يتقاسم معها المخاوف الأمنية والاستخبارية، إلا أنه لم يفعل ذلك، بل وصل الى حد وصف وزير الخارجية الأميركي السابق جون كيري بعدم الكفاءة في التفاوض. 
 
 أما الخطأ الآخر الذي ارتكبه نتنياهو فكان مع الرئيس الحالي دونالد ترامب، الذي وعد منذ حملته الرئاسية أن ينسحب من الإتفاق النووي، ويفرض عقوبات اقتصادية على إيران، فقد رد على قاعدته الإنجيلية، التي تستجيب لطموحات نتنياهو، من دون أن يتعمق ببنود الإتفاق. وفي المقابل، زاد الإيرانيون تخصيب اليورانيوم ويتحركون ببطء ولكن بشكل خطير في اتجاه السلاح النووي.  
 
وبحسب الكاتب، فإن حلفاء أميركا الأوروبيين يعتقدون أن سياسة ترامب الخارجية تغرق بالفوضى، كما أنّهم متأكدون أنه لن يطلق رصاصة واحدة، لأنّ أي حرب أخرى قد يخوضها في الشرق الأوسط ستدمر رئاسته. واعتبر الكاتب أنّه كان من المفيد لو قام نتنياهو بتشجيع ترامب على عدم الإنسحاب من الإتفاق النووي، بل بتطويره وتعديله مع حلفائه الأوروبيين.
 
- ترجمة: لبنان 24