نحن بحاجة إلى جهودكم يا دولة الرئيس ويا أصحاب السعادة والنيابة، لمواجهة هذه الظاهرة وانتظامها، ولعل ذلك يساعدنا ـ كوننا من هذا الصنف ـ للإنكباب على تحصيل العلم.
 
اعتذر.. مسبقاً وسلفاً من أصحاب القانون والتشريع ، لأنني لست من أهل التشريع والسياسة، بل لوضوحي وربما لتطفلي على ما أدعو إليه من إصدار قانون ومرسوم يفضي بمنع كل من يضع على رأسه عمامة ويرتدي جبة الدين والجباية والجبانة، من الخوض بالسياسة والتلاعب بعقول الناس وببث التفرقة بين المكونات اللبنانية، ويتأكد ذلك بكل من يفتح دكاناً لحسابه الخاص ويفتي يميناً وشمالاً، وخصوصاً على صفحات مواقع التواصل الإجتماعي، ويوزع أحكاماً تارة بإقامة الحدود، وأخرى بالتنجيس والتكفير والهرطقات والمماحكات، كما أنني أتوجه إلى السادة المشترعين وعلى رأسهم مطرقة المجلس التي يدقها الرئيس الحريص نبيه بري، ويعتمد عقوبات صارمة في هذا الاتجاه لحماية البلاد والعباد، ويضرب بها على الرؤوس لكي تستفيق من سكرتها التي اسكرت الشعب اللبناني بحيث لا يستفيق منها إلا بعد خراب ودمار.
 
 وكما أنَّ السلطات الإشتراعية التي رأت ضرورة في إصدار ما يسمى (بقانون المطبوعات) بملاحقة رجال الصحافة ورجال الفكر والكتَّاب ودور النشر، وإخضاعهم للمساءلة القانونية حول أية فكرة أو موقفٍ أو كتابة أو تصريح، تعتبرها مضراً بالسيادة والعرض والوطن والكرامة، أو بمصالح الدولة والقانون وبمصالح الناس والطوائف والأفراد، وسواء كانت في دوائرةمحلية أو في دوائر خارجية أو على حساب الوطن، فإننا في عالمنا اللبناني تتزايد عمائم الدين على اختلاف ألوانها ومشاربها وتوجهاتها وطوائفها وأحزابها، فلا فرق بينهم وبين الصحافة والمحاماة والدكترة والأستذة إلا بحفظ اللسان والخوف والتقوى.
 
 
 هذا لا يعني يا سادة ويا نواب الأمة، أنني أدعو إلى قمع الحرية والفكر والقلم والقول، بقدر ما ندعو إليه من تصويب وتوجيه الأمور نحو نصابها الطبيعي ونحو توجيهها إلى ما هو أنسب وأنفع للمجتمع والوطن، / ما حدا أحسن من حدا/.
 
 وكما أنني لا أتجنى على أحد بعينه، وأحترم الصغير والكبير ورجال الدين بكل تفريعاتهم وتوجهاتهم، ولكن بما أنَّ الأمور تتزايد عند رجال الدين من شرقه إلى غربه، وقد لا يخلو من يومٍ واحد وأنت تسمع خطب جهادية تجييشية وحماسية، وأخرى فقهية ووعظية ضمن منظومة ضيقة، تفضي بقصد أم بغير قصد النظر إلى الآخر بنظرة إزدرائية... كل ذلك لأنَّه لا يوجد نظام داخل المنظومة الدينية الحوزوية أو المؤسسة الدينية، وكأنَّ نظامها هو عدم الإنتظام، أو نظامها في فوضويتها، كما قال لي أحد المراجع الدينين عندما سألته: لماذا لا يوجد نظام في الحوزة الدينية؟.. فابتسم وقال:( نظامها فوضويتها)... لهذا نحن بحاجة إلى جهودكم يا دولة الرئيس ويا أصحاب السعادة والنيابة، لمواجهة هذه الظاهرة وانتظامها، ولعل ذلك يساعدنا ـ كوننا من هذا الصنف ـ للإنكباب على تحصيل العلم، والإنكباب على تعليم اللغات الأجنبية وإتقان لغتنا العربية، وخاصة لغة "الانترنت" لأنه فعلا وهذا واقعنا القلة القليلة من تتقن ذلك، والأعم الأغلب لا يتقن حتى اللغة العربية ،لكنهم بارعون في أمورٍ لا تسمن ولا تغني من جوعٍ ومرض وفقر ووجع، لأن الواقع فرض العلم والأسلوب على عقول الأجيال الجديدة، ومواكبة التطور والإبداع... دمتم موفقين...