تُعتبر السنوات الأولى للطفل في المدرسة تأسيسيّة لأنّها تُمهّد له للدخول إلى عالم العِلم والمعرفة، من هُنا تقع المسؤوليّة على عاتق المدرسة التي هي كفيلة بمساعدة الطفل لناحية ترغيبه في المدرسة والدراسة في آنٍ واحدٍ. تفاعلت قضيّة رسوب الطفل جواد عماد مسلّم في الصف الروضة الأولى وشغلت الرأي العام حتى أنّ القضيّة بدأت تأخذ حيّزًا بعيدًا كلّ البعد عن مواقع التواصل وطُرِحَت علامات استفهام عدّة حول هذا الموضوع فكيف لطفل لم يتجاوزعامه الثالث أن يرسب في صفّه.
 
رأت لانا قصقص اختصاصيّة اجتماعيّة ونفسيّة ومدرّبة تنمية بشريّة، أنّه في الإجمال الطفل الراسب يعود إلى الدراسة مُحمّلًا بضغوطات نفسيّة، حيثُ يكون عرضة لانتقادات الأهل وبسبب ضياع سنة دراسيّة إلى جانب انتقال زملائه إلى سنة مُتقدّمة، وكيف إذا كان في هذا العمر.
 
وصرّحت قصقص لـِ موقع "لبنان الجديد"، بدايةً علينا أن نبدأ من نقطة أساسيّة وهي عبارة  راسب لطفل وهذا الأمر لا يُعقل نهائيًّا فالولد هُنا سوف يتأثّر بشكل سلبي جدًّا خصوصًا نفسيًّا ناهيك عن شعور الأهل بالإحراج والإحباط.
وقالت:" التقييم في هذه الحالة طبعًا ليس تربويًّا وإذا عدنا لقوانين وزارة الترّبية ممنوع رسوب أيّ تلميذ لم يتجاوز الصف السادس إبتدائي، فالأولاد يترفّعون آليًّا ولايجوز وضع كلمة راسب مهما كانت الأسباب، ولو كان الطفل يعاني من أيّ صعوبة يُعطى إفادة أنّه أتمّ عامه الدراسي ليتحوّل ملفّه إلى إختصاصيين لتقييم المشكلة التي رافقت التلميذ خلال عامه الدراسي ومساعدته على تخطي المُشكلة".
 
 
وتابعت:" في هذه الحالة تلقائيًّا سيتأثّر جواد نفسيًّا لأنّه لن يشعر كبقيّة زملائه وسوف يتمّ التعامل معه بناءً على التقييم الذي صدر من المدرسة"، مؤكّدةً "أنّ تصرّف المدرسة ليس تربوي ولا حتى أكاديمي ولا يُراعي وضع الطفل النفسي خصوصًا وأنّ في هذا العمر تتكوّن شخصيّته". 
 
وأضافت:" تحتلّ المدرسة أهميةً كبرى في حياة جميع الناس، فهي بالإضافة إلى أنها منهلٌ للعلم والثقافة، هي أيضًا مكانٌ لتكوين الصداقات والذكريات لذا من المهم جدًّا متابعة الموضوع هذا إلى النهاية مع جواد".
 
في المُقابل، أجرى موقع "لبنان الجديد" مُقابلة مع رئيسة جمعيّة reina & angel ، الإعلاميّة ريما شرف الدين، التي أكّدت أنّها تُتابع مجريات الملف على جميع الأصعدة، مُعتبرةً أنّ "المدرسة قد اساءت للتلميذ ولأهله حين قيّمته على أنّه راسب ولقد ذكرت المدرسة للأهل انه خطأ مطبعي مع العلم ان الشهادة المعطاة للتلميذ خلال العام الدراسي نتيجتها راسب".
 
وأضافت:" الاساءة الثانية حين ذكر البيان الذي اصدرته المدرسة ليلة امس انه بحاجة لمدرسة مختصّة والمشكلة الأساسيّة أنّه ذُكر اسم الطالب ممّا عرّضه للمضايقات المعنويّة، علمًا أنّ الموضوع لا يتعلّق بقسط نهائيًّا أو مستحقات كما تمّ الحديث عبر مواقع التواصل".
 
وتمنّت شرف الدين من وزارة الترّبية الإهتمام في هذا الملف خصوصًا أنّ جواد بحاجة للدعم.