ما هذا البلاء الذي أصاب اللبنانيين هذه الأيام؟ فوق الديون المتراكمة والتي ناهزت المائة مليار دولار أمريكي، وفوق الخدمات السيئة، وروائح النفايات، ونهب المال العام والاثراء غير المشروع وصرف النفوذ، والبطالة المُعلنة والمُقنّعة، والهجرة المُشرّعة على مصاريعها، والسلاح غير الشرعي( هذا عدا السلاح الفلتان)، جاءتهم مصيبة لم تكن على بالٍ أو خاطر، وزير الخارجية، كل ما يُميّزه عن غيره أنّه صهر رئيس الجمهورية( الرئيس الذي صنعتهُ معجزات أغرب من الخيال)، وزير له في كل عرس قرص كما يُقال، يحمل في خلفيات فكره وسلوكه وتصرفاته كافة النزعات العنصرية والطائفية، وعُقد الكراهية والتّمييز عن الآخر، يتباهى بها حيناً لشدّ العصب الطائفي المسيحي، ويُغلّفها حيناً بشعارات وكلماتٍ جوفاء لتهدئة خواطر المسلمين.

اقرا ايضا : زيارة باسيل لطرابلس..محنة يُمكن تفاديها


وكي تزداد البلاوي بلوى إضافيّة، تمكّن الوزير باسيل من "عزل" عمّه رئيس الجمهورية وصاحب التيار الوطني الحر في قصر بعبدا، وراح يصول ويجول في أنحاء البلاد، زارعاً الفتنة والمشاكل والمتاعب(بحاجة لست سرايا عسكرية لحمايته  حسب اعتراف وزير الدفاع)،  مُعيداً لذاكرة اللبنانيين أهوال الحرب الأهلية ومصائبها، فيُمعن في تصفُّح أسوء فصولها، ويمُنُّ على اللبنانيين بأنّه كان (مع تياره الإصلاحي!) خارجها، في حين يعرف القاصي والداني أنّ عمّهُ الذي أورثه المملكة التي يرتع فيها، كان أحد أبرز رموزها واعمدتها وصُنّاعها، وهاهو اليوم يحاول (أي الوزير باسيل ) جاهداً لإعادة إشعال فتيلها وإضرام نيرانها، فالحربُ أولها الكلامُ كما كتب ذات يومٍ ٍنصر بن سيّار ( عامل الأمويين على خراسان) يُحذّر من خروج الرايات السود:


أرى خلل الرمادِ وميض جمرٍ
ويوشكُ أن يكون لها ضرامُ
فإنّ النار بالعودين تُذكى
وإنّ الحرب أولها الكلامُ.