اوقفت البحرية البريطانية ناقلة نفط إيرانية قرب جبل طارق ونقلت تلك الناقلة إلى شواطئ جبل طارق لأنها كانت تحاول تسليم هذه الشحنة إلى سوريا التي فرض الاتحاد الأوربي العقوبات عليها. وبالرغم من ان رئيس حكومة جبل طارق فابيان بيكاردو يقول ان حكومته قررت باحتجاز الناقلة الإيرانية إلا أن من الواضح جدا أن الحكومة البريطانية التي أمرت باحتجاز تلك الناقلة تحت ذريعة الحظر الأوربي لسوريا. 
 
ان الحكومة البريطانية التي تعيش أزمة بيرغزيت فقدت تماسكها وتركيزها وتجاوزت جميع الحدود القانونية الدولية وتحولت البحرية البريطانية إلى قراصنة البحار. 
 
ذلك لأن تطبيق عقوبات الاتحاد الأوروبي أمر يخص الدول الأعضاء وفق المفوضية الأوربية للسياسة الخارجية مما يعني أن تلك الدول الأوربية قررت عدم التبادل التجاري او المالي مع سوريا وليس فرض العقوبات على الدول التي تتبادل مع سوريا وهذه حقيقة بسيطة تتجاهلها السلطات البريطانية او تجهلها. فضلا عن أن الشحن لم يكن السلاح بل كان النفط الذي يستهلكه المواطن السوري ويمكن اعتبار تلك الشحنات التي تحمل الوقود إلى سوريا هي بمثابة مساعدات إنسانية في ظل تردي الوضع الاقتصادي للنظام السوري.  
 
 
ونسج الإعلام الأوربي اوهاما حول اختيار تلك الناقلة طريق جبل طارق للوصول إلى مصفاة بانياس في سوريا بدل طريق قناة سويس الذي هو قريب جدا مقارنة مع طريق جبل طارق وعللوا اختيار هذا الطريق البعيد بأنه تم من أجل التعتيم على وجهة الناقلة في حين ان تلك الناقلة هي من طراز الناقلات الكبيرة وكانت تحمل مليونين برميلا من الخام وتلك الناقلات لا يتمكنن من عبور قناة سويس نظرا لعمق ممرها القليل. ولهذا السبب اختارت ناقلة نفط الإيرانية طريق جبل طارق. 
 
يبدو ان تلك الحقيقة البسيطة لم تكن خافية عن البريطانيين ولكن هناك جملة من الدواعي دفعت بالحكومة البريطانية إلى ارتكاب تلك الحماقة منها استرضاء الولايات المتحدة التي تلقت ضربة موجعة في الأسبوع الماضي بإسقاط إيران طائرتها المسيرة فوق مياه الخليج وما يقوي هذا الاحتمال ترحيب جان بولتون مستشار الرئيس ترامب الذي عبر عن احتجاز تلك الناقلة بأنه عمل رائع. 
 
ثانيا يبدو ان الحكومة البريطانية تبحث عن أسهل الطرق للتملص مم تنفيذ تعهداتها التي نص عليها الاتفاق النووي او دفع إيران باتجاه الانسحاب من الاتفاق النووي وهذا ما يحاول من أجله ترامب وفريق بي. 
 
ثالثا ان الحكومة البريطانية التي وضعتها الدول الأوربية امام تراجيدية حقيقة لدى باب الخروج من الاتحاد الأوربي تحاول ان تقتص من تلك الدول عبر وضعها في موقف محرج عند تنفيذها الطفولي المضحك الوهمي لقرار أوروبي ليس له صلة بما قامت به حكومة جبل طارق التي هي تابعة للتاج البريطاني. 
 
ان احتجاز ناقلة النفط الإيراني من شأنه رفع منسوب التوتر في حركة نقل النفط. ويمكن لإيران أن تقوم باحتجاز ناقلة نفط بريطانية في مياه الخليج او عند مضيق هرمز حيث انه اسهل بكثير من إسقاط طائرة مسيرة اميركية.