أكدت النائب ستريدا جعجع أنني "كنائب عن قضاء بشري همي ليس فقط محصورا في إطلاق قطاع السياحة في القضاء من بابه الواسع بالرغم من أن هذا الأمر أساسي بالنسبة لنا من أجل إبقاء أهلنا متجذرين في أرضهم إلا أن همي الأساس هو الحفاظ على تاريخنا باعتبار أن من لا تاريخ له لا حاضر ولا مستقبل له".

 

ووجهت تحية كبيرة إلى "غبطة أبينا البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي"، وقالت: "أوجه لغبطته تحية كبيرة من معراب بما تمثل ومن رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع تحديدا والرفاق في الحزب فأنا أعطيت غبطته وعدا في أننا قريبا، يدنا بيده، سنفتتح المعالم الأثرية الأربعة التي نقوم باعادة ترميمها (محبسة مار سمعان الاثرية في بلدة بقرقاشا، درب مشاة تربط بلدة بزعون بالوادي مع ساحة صغيرة، طاحونتي مياه اثريتين في بلدة حدث الجبة وطريق مشاة عند معبد مار يعقوب تربط مدينة بشري بالوادي)، كما سنؤمن التمويل من أجل إعادة تأهيل طريق وادي قاديشا، وقد وضعناه في جو ما نقوم به، وفي هذا الإطار أريد أن اغتنم الفرصة لأقول له أيضا أننا قريبا سنجول في الوادي سوية لإفتتاح هذه المعالم وسننجز إن شاء الله عملا يليق بكبارنا البطاركة الشهداء الذين سبقونا".

 

كلام جعجع جاء خلال اجتماع عقدته، في معراب، من أجل التوقيع كرئيسة "مؤسسة جبل الأرز" مع تضامن شركتي "ديستراكت" و"جيسكو" عقد تلزيم مشروع ترميم المواقع الأثرية الاربعة المذكورة أعلاه، والتي تقع ضمن نطاق وادي قاديشا المصنف على لائحة التراث العالمي، وذلك بعد الحصول على موافقة المديرية العامة للاثار في وزارة الثقافة وبحسب شروط منظمة "الاونيسكو"، وموافقة المراجع الادارية المختصة الاخرى من بلديات واوقاف في منطقة بشري. وقد حضر الإجتماع: النائب جوزيف اسحق، رئيس اتحاد بلديات قضاء بشري ايلي مخلوف، رؤساء بلديات: بشري فريدي كيروز، بزعون رامي ابو فراعة، حدث الجبة جورج الشدراوي ممثلا بنائبه سيمون عبد المسيح، السيد سعد صفير، ممثل شركة "ديستراكت" السيد ميشال شلهوب، ممثل شركة "جيسكو" السيد الكسندر جزرا، المحامي مرشد صعب، أمينة صندوق "مؤسسة جبل الأرز" د. ليلى جعجع، المهندس نديم سلامه، مدير وادي قاديشا المهندس رولان حداد، خبير المحاسبة فادي عيد ومساعد مدير مكتب النائب جعجع رومانوس الشعار.

 

وكانت استهلت النائب جعجع كلمتها بالقول: "إن هذا النهار بالنسبة لي ليس مجرد يوم عادي عابر وإنما أنا كمسيحية - مارونية من بشري فهذا بنظري يوم مهم جدا. الجميع يعرف أن مؤسسة جبل الأرز قد نفذت سابقا مشاريعا كبيرة عدة ومنها بيت الطالب الجامعي في ضبية، الذي بلغ قيمته كمشروع 16 مليون دولار أميركي، إلا أن ما نقوم به اليوم كنائبي قضاء بشري وكرؤساء بلديات وكرفاق داخل مؤسسة جبل الأرز هو شرف عظيم وكبير بالنسبة لنا، باعتبار أننا بهذا العمل سنتمكن من الحفاظ على تاريخنا وجذورنا وعلى وادي قاديشا الذي يمكننا أن نقول إنه المعلم الماروني الوحيد في العالم أجمع والنتعة المارونية التي أتكلم بها اليوم مردها لهذا الفخر الكبير الذي أشعر به".

 

وتابعت: "أنا وبما أمثل كحزب القوات اللبنانية لنا الشرف في أن نتمكن من تحويل وادي قاديشا إلى معلم سياحي ديني عالمي، فهذا الوادي يمثل إرث الموارنة وتاريخهم الذي لو لم يستشهد فيه بطاركة مقاومون عظام لما كنا نستطيع اليوم الجلوس إلى هذه الطاولة، لذا سأطلب منكم الوقوف بعد انتهائي من كلمتي دقيقة صمت على نيتهم".

 

وشددت جعجع على أن "الله وفقنا في أن نتمكن من الإستمرار بمسيرة هؤلاء البطاركة المقاومين الشهداء ونبدأ اليوم في الخامس من تموز 2019 مشروع تحويل وادي قاديشا إلى معلم سياحي ديني عالمي، والذي نتوقع أن يأخذ وقتا لا يقل عن العشر سنوات وإذا ما أردنا تنفيذه بالشكل الذي أحلم به والرفاق في حزب القوات فتمويل هذا المشروع لن يقل عن الخمسين مليون دولار، ونحن لن نتوقف أو نكل أو نتعب قبل الإنتهاء منه".

 

وأبلغت جعجع أصحاب الشأن "ان المهندس نديم سلامه سيمثل مؤسسة جبل الارز في الاشراف على تنفيذ هذه المشاريع ومراقبتها، بالتنسيق مع مدير وادي قاديشا المهندس رولان حداد، على ان يتم رفع تقارير دورية الى المؤسسة بشأن سير الاعمال فيها".

 

وختمت: "على منفذي المشروع، أن يدركوا الابعاد التاريخية والدينية والتراثية لهذه المواقع، والتي تجسد تاريخ مجتمع ناضل وثابر في سبيل الحرية على مدى عهود، وأن يتعاطوا خلال تنفيذهم مشروع ترميمها من هذا المنطلق وعلى قدر كبير من المسؤولية، وبحسب دفتر الشروط الموضوع للمشروع".

 

وعقب كلمتها طلبت جعجع من الحضور الوقوف دقيقة صمت على أرواح البطاركة الشهداء وتلاوة صلاة الأبانا والسلام على نية أن يبارك الله هذه المشاريع الأربعة. ثم وقعت جعجع العقود مع ممثلي الشركتين: ممثل شركة "ديستراكت" السيد ميشال شلهوب، ممثل شركة "جيسكو" السيد الكسندر جزرا واختتم الإجتماع بشرب المجتمعين نخب التوقيع.

 

اشارة الى أن هذا الاجتماع جاء تتويجا لاختتام المسار القانوني لتلزيم ترميم المواقع الاربعة، بعدما اختارت اللجنة تضامن شركتي "ديستراكت" و"جيسكو" في الاجتماع الذي عقدته بتاريخ 3 تموز 2019.