أشرف ريفي وصفه بـ«سائح الفتنة» وفارس سعيد اعتبره «عصا بيد حزب الله»
 
يستكمل رئيس «التيّار الوطني الحرّ» وزير الخارجية جبران باسيل تحضيراته لزيارة مدينة طرابلس (شمال لبنان) ضمن جولاته التي تشمل كلّ المناطق، رغم أن هذه الزيارة تواجَه باعتراض سياسي وشعبي.
 
وقبل أيام من زيارة طرابلس المقررة يوم الأحد المقبل، أخذت موجة الاعتراض تتنامى، عبر وسائل التواصل الاجتماعي وفي المواقف السياسية، وهو ما عبّر عنه وزير العدل السابق اللواء أشرف ريفي، في تصريح وصف فيه باسيل بـ«سائح الفتنة» وقال: «طرابلس لا تضع فيتو على الوافدين إليها ومن حقّ أيٍّ كان أن يزورها ويتجوّل فيها بشكل طبيعي، لكن ما يفعله باسيل (سياحة فتنة) وندعوه أن يجنّب البلد والمدينة الإحراج».
 
وأدت زيارات باسيل للمناطق أكثر من أزمة، بدءاً من جولته في البقاع الغربي، والكلام الذي نُقل عنه وهاجم فيه «السنيّة السياسية» واعتبر أنها «أتت على جثّة المارونية السياسية»، ثم زيارته لمدينة بعلبك التي واجه فيها اعتراضات من بعض الأهالي والمواطنين الذين اتهموه بازدواجية الخطاب، إذ ينادي بالوحدة والمساواة بين اللبنانيين، في حين يمنع صدور مراسيم التحاق عشرات الشباب بوظائفهم، رغم فوزهم في امتحانات الدخول إلى الإدارات الرسمية بحجة غياب التوازن الطائفي، وصولاً إلى زيارته الأخيرة للجبل، وإطلاقه خطابات تذكّر بالحرب الأهلية.
 
ورفض مصدر في «التيار الوطني الحرّ» ما يُحكى عن توظيف سياسي لزيارات باسيل. وأكد لـ«الشرق الأوسط»، أن رئيس «التيار»، «يزور كلّ المناطق، للقاء المحازبين والمناصرين والأهالي، والاستماع إلى مطالبهم، خصوصاً أن للتيار مكاتب في جميع المناطق»، مشيراً إلى أن «الزيارات تأتي في سياق الانفتاح على الجميع والتواصل مع كلّ الفئات والطوائف، خصوصاً أن التيار يضم محازبين وكوادر من مختلف الطوائف وليس حزباً مسيحياً فقط».
 
ويؤكد المصدر في «التيار» الحرّ، أن زيارة باسيل لطرابلس «لا تزال في موعدها (الأحد المقبل)، وهي مخصصة للاجتماع بمنسقي التيار هناك ولقاء بعض فاعليات المدينة»، مشيراً إلى أن «قيادة التيار تستكمل وضع برنامج الزيارة التي لم يطرأ أي تعديل على موعدها حتى الآن». وقال المصدر: «زيارة طرابلس ستحصل سواء كان الأحد أو في موعد لاحق إذا اقتضى الأمر تأجيلها».
 
لكنّ شخصيات سياسية معارضة لباسيل تعبّر عن مواقف مختلفة، ويعد منسّق الأمانة العامة لقوى «14 آذار» النائب السابق فارس سعيد، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن باسيل «ليس إلا عصا في يدّ (حزب الله) يستخدمها لضرب الدروز والسنة وجزء من الشيعة واتفاق الطائف، مقابل مكاسب سياسية يحصل عليها، ووعود تؤهله لوراثة ميشال عون في رئاسة الجمهورية».
 
وقال سعيد: «المستفيد الوحيد من الأحداث التي تسببها زيارات باسيل للمناطق هو (حزب الله)، ليقدّم خطاباً سياسياً يقول فيه إن لبنان يعاني أزمات سياسية واقتصادية وأمنية وعسكرية، وإن النظام القائم منذ عام 1989، أي اتفاق الطائف، هو سبب هذه الأزمات ولا يحتوي على آلية لتوليد الحلول». وسأل سعيد: «ماذا تعني محاصرة وليد جنبلاط في الجبل، ومحاصرة سعد الحريري في بيروت وطرابلس والبقاع الغربي، ومحاولة تحجيم (رئيس مجلس النواب) نبيه برّي، أحد أركان السلطة الداعمين لـ(الطائف)؟».