تتّجه الأنظار في نهاية الأسبوع إلى عاصمة الشمال التي من المُفترض أن تكون على موعدٍ معه في ظلّ موجة إعتراضات واسعة،
 
يُدرِكُ جيّدًا رئيس التيّار الوطني الحرّ وزير الخارجيّة جبران باسيل، كيف يشدُّ عصب جمهوره تحت ذريعة "إعادة حقوق المسيحيّين"، من خلال عزفه على وتر النعَرات الطائفيّة والمناطقيّة التي همدت بعد سنوات طويلة على انتهاء الحرب. من يُراقب خطوات باسيل المكوكيّة يشعرُ وكأنّ المعركة الرئاسيّة باتت على الأبواب. تتّجه الأنظار في نهاية الأسبوع إلى عاصمة الشمال التي من المُفترض أن تكون على موعدٍ معه في ظلّ موجة اعتراضات واسعة، ولاسيّما بعد زيارته للجبل وما تبعها من أحداث التي أعادت عقارب السّاعة 27 عامًا إلى الوراء.
 
ووضّح مُستشار الرئيس نجيب ميقاتي، خلدون الشريف، الفرق بين "الترحيب" وبين "غير المُمانعين"، قائلًا: "الترحيب تعني أهلاً وسهلاً البيت بيتَك، إلّا أنّنا لا نقول ذلك، لكنّ نحنُ لا نُعارض أيّ زيارة للمدينة وكلّ مواطن يحقّ له زيارة أيّ منطقة في لبنان، والمسؤول أيضًا يذهب أينما يودّ، وتوازيًا مع ذلك عليه أن يحترم خصوصيّات المنطقة ومجتمعها وأن لا يَستفزّ أهلها".
 
وأكّد أحد قادة المحاور في باب التبّانة (س.م)، لـِ موقع "لبنان الجديد"، أنّه لن يكون هناك أيّ تحرّك مُعارض لهذه الزيارة على الأرض خصوصًا وأنّ طرابلس تَعِبت من الخضّات الأمنيّة "والله يجنّب طرابلس الشرّ".
 
ورأى إمام مسجد التقوى الشيخ سالم الرافعي، أنّ طرابلس هي مدينة منفتحة ومن الطبيعي أن يزورها وزير الخارجيّة ورئيس أكبر تيّار مسيحي في لبنان، لكنّ الجوّ جدًّا مشحون بسبب تصريحاته التي تتضمّن تحدّيات وبعد ما أُشيع عن إستفزازه لإبنة طرابلس الوزيرة ريّا الحسن، هناك بعض المخاوف. وتوجّه إلى باسيل بنصيحة قائلًا:" أجِّل هذه الزيارة أو استبقها بتطمينات لأهل المدينة".
 
 
في المُقابل، تساءل النائب السّابق مصباح الأحدب عن سبب هذه الزيارة "شو بدّه بـِ طرابلس؟"
 
وقال في تصريحٍ لـِ موقعنا:" نحنُ نشعرُ بأنّه يحتقرُ هذه المدينة لأنّه يعتبرها حاضنة للإرهاب، هو يَحرم أهلها من الوظائف ومن بينهم أبناء الطائفة المسيحيّة في المدينة، وإستفزازاته تأتي لِتغطية على تقصير، فماذا سيتحدّث في طرابلس عن صفقات الكهرباء أو عن إنجازاته؟ أوّ أنّه منقذ حقوق المسيحيّين وأبناء هذه الطائفة أغلبهم هاجر بسبب الأزمات التي تطال لبنان..بس يا عيب الشوم".
 
وختم بالقول: "طرابلس منطقة العيش المُشترك، لكنّ إذا زار منطقة الحدث مُمكن الناس أن تفهمه، لأنّ أبناء طرابلس هم أبناء التعدُّديّة ومن الصعب أن يفهموه".
 
يُذكر أنّ مصادر مطلعة في التيّار الوطني الحرّ، كانت قدّ أكّدت لـِ "لبنان الجديد" أنّ زيارة باسيل لـِ طرابلس لم تُحسَم بعد وليس لها قرارٌ نهائيّ في الأساس لهذه الزيارة والسّاعات القليلة المُقبلة سيكون لها قرار حاسم.