وأنا على يقين كما كل اللبنانيين، بأنه لو حصل أن سئل جندي صغير بالمخابرات الاسدية عن الموضوع، لأتى الجواب بعد قهقهة لا تقل صخبا عن قهقهة الممثل السوري أيمن زيدان في مسلسل (جميل وهنا)، ليصرخ بعدها عنصر المخابرات في وجه سائله: مو هيك بتكون الاغتيالات يا حيوان
 
الإصرار من جماعة حلفاء النظام السوري على توصيف حادثة قبرشمون بأنها "كمين" ومحاولة اغتيال للوزير الغريب، وبالتالي تحويلها على مجلس القضاء الاعلى، ما هي ألا استكمالا للمخطط الرامي إلى محاصرة زعيم الجبل ومحاولة النظام السوري تدفيع وليد جنبلاط ثمن دوره الريادي والأساسي في إخراج هذا النظام من لبنان ولاحقا بالوقوف إلى جانب الشعب السوري في ثورته.
 
فلو افترضنا جدلا، أن المير طلال ومعه وخلفه وهاب ووزير الدفاع ومن هم خلف الستارة أيضا، يعتقدون حقيقة أن ما جرى قد يكون محاولة اغتيال للوزير الغريب، فإن باستطاعتهم حسم الموضوع ومعرفة الحقيقة بكل بساطة وبدون الرجوع حتى إلى القضاء، فيكفي أن يذهب أحدهم إلى سوريا، وأن يلتقي بأصغر مسؤول أمني عند حليفهم نظام الأسد وسؤالهم والاستفسار منهم 
فهذا النظام ذو الباع الطويل جدا بعمليات الاغتيال حتى لا نقول بكل عمليات الاغتيال التي حصلت لشخصيات سياسية معارضة لهم أو لحلفائهم في لبنان، لدرجة أنه صار الحديث عن أي "إغتيال" أو محاولة إغتيال لشخصيات تدور في الفلك السوري هو أقرب إلى النكتة السمجة التي لا يصدقها حتى مطلقوها أو الحمقى.
 
 
وأنا على يقين كما كل اللبنانيين، بأنه لو حصل أن سئل جندي صغير بالمخابرات الاسدية عن الموضوع، لأتى الجواب بعد قهقهة لا تقل صخبا عن قهقهة الممثل السوري أيمن زيدان في مسلسل (جميل وهنا)، ليصرخ بعدها عنصر المخابرات في وجه سائله: "مو هيك بتكون الاغتيالات يا حيوان" 
 
صحيح ان الحادثة المستنكرة والمدانة التي وقعت وراح على أثرها شابان وعدد من الجرحى، كان من الممكن أن تصيب الوزير الغريب أيضا، ولكن بوصفه مشاركا بالواقعة وليس بوصفه مستهدفا، فمن بديهيات الأمر أن للاغتيال السياسي له مقدمات مفترضة أقله تخفي الجاني وتستره، وليس تجمعات تحمل الاعلام الحزبية ! 
وبالعودة إلى حادثة قبرشمون، وما رافقها وما سبقها وتلاها، يتبن بشكل واضح أن المستهدف الأوحد فيها هو بالتأكيد ليس الوزير الغريب ولا طبعا الوزير باسيل، وإنما المستهدف هو وليد جنبلاط وزعامته حصرا، وما الإصرار على إحالة الملف على المجلس العدلي إلا تأكيد على هذا الامر، فلو أن الهدف هو معرفة الحقيقة والوصول إلى الجاني ومثوله أمام القضاء فهذا الموضوع سيحصل بعد التجاوب الكبير للزعيم جنبلاط وتسليم المشتبه بهم .
 
أما الإلحاح على المجلس العدلي، فما هو إلا أسلوب قديم للنظام السوري بمحاربة خصومه تماما كالذي حصل مع القوات اللبنانية وقائدها الدكتور جعجع بحادثة سيدة النجاة المفتعلة هي الأخرى، والتي لا أظن أن تكرارها ممكن اليوم مع جنبلاط، 
لسنا بحاجة هنا إلى الاستماع  للتسريبات المسجلة عن طلال ارسلان للتيقن بأن النظام السوري لا يمانع لعبة الدم، وانه حاضر لتقديم أضاحي من حلفائه من أجل الوصول إلى مآربه السوداء، فهذا ديدنه الذي خبره اللبنانيون جيدا وعبر تاريخ طويل، وهذا تماما ما حصل في قبرشمون، وللاسف الشديد فإن هذا النظام المتهالك في سوريا يجد دائما في لبنان حلفاء جاهزون ان ينفذوا له مخططاته الشيطانية، إن في قبرشمون أو داخل كنيسة سيدة النجاة ، وغيرها من المناطق والمدن اللبنانية .... حمى الله طرابلس .