تطرّق مقال نشره مركز "كارنيغي" إلى أنّ هناك حاجة لبقاء الولايات المتحدة الأميركية في سوريا، معتبرًا أنّه إذا تسرّعت الإدارة الأميركية بسحب قواتها من سوريا، فستترك المجال لروسيا وتركيا وإيران هناك.
 
ولفت المقال إلى أنّه بإمكان واشنطن أن تفعّل جهودها الديبلوماسية لإنهاء الحرب الدائرة في سوريا والبدء في عملية إعادة الإعمار، وبعدها يمكنها الإبتعاد عن النزاع والمساعدة في استقرار المنطقة، ففي الوقت الذي يترقّب العالم احتمال نشوب مواجهة أميركية إيرانية، يتمّ التصعيد في سوريا، وآخره تمثّل بالهجوم الذي شنّه الجيش السوري على إدلب، وتابع أنّه على واشنطن أن تجدّد جهودها من أجل تجنّب مأساة إنسانية جديدة ومنع حصول نزوح جماعي.

من جهة أخرى، تسيطر القوات الكردية وبدعم أميركي على ثلث سوريا، الأمر الذي يزعج تركيا، والتي بدورها تعتزم شراء صواريخ روسية، ما أثّر سلبًا على العلاقات الأميركية التركية. وفيما يخصّ روسيا فقد توسعت في سوريا من خلال دعمها للنظام السوري، أمّا إيران فعززت وجودها في سوريا، وبالتالي زادت نفوذها الإقليمي، ما يرفع احتمال وقوع حرب مع إسرائيل.

وشدّد الموقع على أنّه ينبغي ألا تتجاهل واشنطن هذه المخاطر، وأن تعمل على إعادة تشكيل مستقبل سوريا، وذلك عبر تأسيس مجموعة للتواصل بين تركيا وروسيا والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة، على أن يكون لها ثلاثة أهداف هي: الضغط على النظام السوري لإنهاء العنف الدائر والقبول باللامركزية لكي تحصل دمشق على المساعدة الدولية في إعادة الإعمار، إضافةً الى تخلي النظام عن الهجوم على إدلب، بالترافق مع نزع المعارضة لأسلحتها. وتابع الموقع أنّه للوصول إلى الاستقرار في سوريا، يجب صياغة دستور جديد، وتتولّى هذه المجموعة تحقيق الاستقرار في المنطقة التي يسيطر عليها الأكراد الذين ستؤمن لهم واشنطن حقوقهم السياسية.

كذلك يتوجّب على الاتحاد الأوروبي وبدعم من الأمم المتحدة، أن يتولّى الإشراف على عودة اللاجئين وتأمين الموارد اللازمة للعملية وتنفيذ برنامج إعادة الإعمار.

توازيًا، يجب أن تعمل هذه المجموعة على إنهاء النفوذ الإيراني في سوريا كي لا يتفاوض الإيرانيون على مستقبلها، علمًا أنّ طهران أصبحت مؤثرة في العراق ولبنان أيضًا، ويجب على المجموعة أيضًا أن تجعل تأمين المساعدات لإعادة الإعمار مرهونًا بأن ينأى الرئيس السوري بشار الأسد بنفسه عن الإيرانيين.

ترجمة: سارة عبد الله