يبدو أن وليد جنبلاط إن صح ما نُسب إليه من كلام محزون يقول أو يكتب وصيته للتاريخ في لحظة تخلى عنه الجميع
 
في كلام منسوب للزعيم وليد جنبلاط تتعدّد جهات الحصار للمختارة من أطراف الداخل الى دول الخارج بغية خنق الزعامة الجنبلاطية لصالح طرفي المواجهة طلال ووئام بمدد غير محدود  من قبل التيّار الحرّ ووعود الوزير باسيل بلحس الصديقين لحصّة جنبلاط الدرزية ومن قبل أحزاب سورية بعد أن بقي النظام , وهو نظام مستأسد على جنبلاط وزئيره يصل متقطعاً الى المختارة من خلدة و الجاهلية .
 
يصف جنبلاط في الكلام المنسوب إليه نفسه بالمحاصر من العهد ومن أصدقائه قبل خصومه فما عاد سعد الحريري الحليف السند فتراجع دوره في الوسط السعودي  الأمر الذي دفعه الى حضن جبران باسيل لتعزيز حصصه في مكاسب السلطة  وهذا ما جعل من جبران الرجل الأقوى في حكومة الرئيس الحريري وهذا ما سيسهل عليه الوصول الى كرسيّ الرئاسة .
 
كما أن نبيه بري لم يعد هو هو مع وليد جنبلاط فهو يحجم عن المختارة التزاماً بتحالفه "المرّ" مع حزب الله ولا يستطيع الإبتعاد عن التزاماته وهذا ما أضاف بعداً جديداً للحصار بحيث لم يبق أحد مع وليد جنبلاط الذي يتسرّع في إعلان المواقف الجريئة والتي لا تُريّح أحداً وخاصة حزب الله المسيطر على البلاد وعلى العباد وما سورية مزارع شبعا إلاّ خطيئة مني لا يغفرها حزب الله .
 
لقد ضللتنا أميركا ومعها سخفاء السفارات الذين قلبوا لنا ظهر المجن أكثر من مرّة لصالح الجن بدلاّ من أن يكون لصالح الملائكة كما قال لنا الأميركيون أكثر من مرة وللتاريخ اذكروا عني إن لم أكن موجوداً بينكم بأن اتفاقاً أميركياً – إيرانياً جديداً قادماً وسيعطي إيران دور الشاه في الخليج  حيث تتحكم بموجبه  إيران بدول الخليج  وذلك بموافقة أميركية مسبقة .
 
 
في الكلام المنسوب الى وليد جنبلاط والمتعدّد والمتصل بوضع الطائفة الدرزية وبالوضع اللبناني والمرتبط بأحداث المنطقة وما ستؤول إليه من نتائج تأكيد على نهاية مشاريع صدّ إيران والتعاطي معها كقوة هادرة في المنطقة لا ينازعها أحد مجد ورثتها لزعامة إيران زمن الشاه .
 
يبدو أن وليد جنبلاط إن صح ما نُسب إليه من كلام محزون يقول أو يكتب وصيته للتاريخ في لحظة تخلى عنه الجميع رغم أنّه كان بيضة القبان في ميزان السياسة اللبنانية وهو يودع مرحلة من أبشع المراحل التي عرفتها التجربة الجنبلاطية لصالح أناس لا يملكون مقومات الزعامة التاريخية للجبل من وريث الإرث السياسي الى خصميّ المختارة فالأول وبحسب جنبلاط لن" يقلّع" في الزعامة وقد يعود الى باريس ليسكن هناك خارج القصر الذي يتطلع إليه الأصدقاء والأعداء معاً بنظرة الإنتصار على التاريخ الذي إستعصى على الكبار فكيف وقدّ هدمت أحجاره أيادي صغار الصغار .
 
ما نُسب الى الزعيم وليد حنبلاط كان قبل حادث الأمس وليس على خلفية القتنة المتنقلة لهذا قد يكون الحادث وما جرى فيه مجرى جديداً في القراءة الجنلاطية تعيد توصيف الواقع بأدوات القوّة بعد أن استنزف كل أدوات الضعف في قراءة منسوبة غير مباشرة لقارىء سياسي أصاب أكثر من مرة وأخطأ في أكثر المرّات ومهما كانت تجربة جنبلاط حلوة أو مرّة يبقى قائداً بمواصفات الجودة في القيادات اللبنانية التاريخية وهذا ما أضاف للطائفة الدرزية من دور وحضور وازن ستشعر بإهميته لحظة و داع جنبلاط و استقبال حفّاري القبور.