إنتهى يوم أمس الأحد بشكلٍ دراماتيكيٍّ، أسفر عن سقوط قتيلين من مرافقي وزير الدّولة لِشؤون النازحين صالح الغريب، الذي كشفَ عن محاولة اغتيال دُبِّرت له، وذلك ردًّا على الجولة التي قام بها رئيس التيّار الوطني الحرّ، وزير الخارجيّة جبران باسيل، التي رافقها نوعًا من الحساسيّة السياسيّة خصوصًا وأنّ جدول زيارة الأخير ضمّ مناطق تحملُ رمزيّة خاصّة في حرب 13 تشرين الأوّل. ويتّسم القلق على مصير المصالحة التاريخيّة التي حصلت عام 2001، ما بين زعيم المختارة وليد بيك والبطريرك الراحل مار نصرالله بطرس صفير، لاسيّما بعد الأجواء المشحونة التي خيّمت على منطقة الجبل خلال السّاعات القليلة الماضية، ممّا دفع بـِ رئيس الوزراء سعد الحريري، إلى تكثيف اتصالاته لِتهدئة الوضع في المنطقة.
 
وأعادت الأحداث التي جرت إلى إحياء صور ‏الحرب التي كان قد شهدها الجبل وذهب ضحيّتها آلاف الأبرياء، أسئلة عديدة طُرِحَت من يُريد إعادة عقارب السّاعة إلى الوراء؟ ومن المُستفيد من هذا الشحن الذي إنفجر بالأمس؟
 
وأكّد عضو "اللّقاء الديمقراطي" النائب فيصل الصايغ، أنّ "هناك إصرار على المُحافظة على المصالحة التي حصلت في السابق غير أنّ الموضوع ليس كما يحاول البعض الترويج له، كان هناك يوم أمس مظاهرات سلميّة وحضاريّة خصوصًا وأنّ التظاهرات هي حقّ لكلّ مواطن، وعندما خرجت الناس للتظاهر بكلّ سلميّة لتُعبّر عن رأيها من المفروض أن يتمّ التعامل معها على هذا الأساس وبحكمة، إلّا أنّه تمّ التعمل مع المتظاهرين بكلّ وحشيّة وصراحة لم نعلم ماذا حصل بعدها ".
 
 
وقال: "من حقّ كلّ الناس العمل في السياسة والجبل للجميع غير أنّ سياسة الإستفزازت والإعتداءات ستظهرها الفيديوهات والتسجيلات وننح نعتمد على الأجهزة الأمنيّة في هذا الموضوع خصوصًا لناحية من بدأ باطلاق النار".
 
وتابع: "نحن كـَ حزب إشتراكي طُلِبَ منّا تجاهل المواضيع إلّا أنّ هناك شحن وللأسف هناك إصرار على الفتنة وإصرار على الإستفزاز، وبعد الذي جرى لجأنا إلى الأجهزة الأمنيّة والقضائيّة، وعندما توجِّه هذه الأجهزة إتّهاماتها عندها يَحقّ لنا أن ندافع عن أنفسنا ".
 
وعن إتّهام باسيل بالأحداث التي وقعت، أجاب: "بالسياسة باسيل أصبح معروفًا أنّه لا يوقّع لطلّاب في المجلس الخدمة المدنيّة إلّا على أسس طائفيّة والسكن في لبنان أصبح طائفيًّا وهو بادر بتجيش الناس ورغم ذلك ما صدر من الإشتراكي إلّا الإيجابيّة والإصرار على ما تحقّق مع غبطة البطريرك غير أنّ وكأنّه مطلوب فتنة في الجبل وأنا أسأل باسيل إلى أين ستأخذ لبنان "شو هل تحدّيات يلّي ما الها لزوم؟".
 
أمّا عن السجال الذي حصل بينه وبين الوزير قماطي، قال: "أعتقد أنّ حزب الله سرّب اليوم موقف أنّهم لن يدخلوا في أيّ سجال وما صدر عن قماطي يوم أمس ليس قرارًا  قياديًّا إنّما صادر عنه شخصيًّا وأنا إستُفزّيت من ذلك ويلي حدث بيني وبينه "كلمة وردّ غطاء".
 
وشدّد الصايغ على أنّهم على اتصال دائم مع القوى السياسيّة والأمنيّة وأيضًا مع المشايخ، مُطالبًا بتحقيق شفاف قائلًا:" يجبُ أن نعلم من يلعب بأمن الجبل".
 
من جهّة أخرى، أكّدت مصادر في التيّار الوطني الحرّ  إصرارها على  المحافظة على المصالحة والعيش الواحد، خصوصًا على حدّ تعبيرهم أنّ التيّار علماني و خرج من رحم الجيش، كما وأوضحت المصادر أنّ خطاب باسيل في الكحالة كان انفتاحيًا و"ما في حدا يحتكر أيّ منطقة".
 
في النهاية، قد تكون جولات باسيل قد أثبتت الرفض الشعبي له ولتيّاره السياسيّ خصوصًا خلال زيارته التي تُساهم في أغلب الأحيان على استفزاز القوى السياسيّة الحاضرة في المناطق التي تعتبرها تحت سيطرتها، وما حصل في عاليه كان خطيرًا لناحية مشاهد إطلاق النار، التي أعادت اللّبنانيّين إلى الثمانينيّات والخوف يبقى من تحويل الجبل إلى ثكنة عسكريّة .