مستقبل قاتم للاجئين السوريين في لبنان: تهديم لمنازل الحجر والغالبية تريد العودة إلى سوريا
 

بعد مرور أسبوعين، على مقابلة وزير الخارجية جبران باسيل مع صحيفة "غارديان" البريطانية والتي قال فيها أن "أكثر من 500 ألف لاجئ سوري منهم لا يزالون يعملون في لبنان في انتهاك لقوانين العمل السارية في البلاد"، مشددًا على أن "هؤلاء اللاجئين يشغلون وظائف اللبنانيين"، موضحًا "أنهم يرتضون برواتب أقل من مواطني البلاد، بسبب إعفائهم من الضرائب وتلقيهم مساعدات إضافية كلاجئين"، نشرت الصحيفة نفسها تحقيقًا قالت فيه أن "اللاجئون السوريون في لبنان يُجبرون على هدم منازلهم في مواجهة حملة جديدة من جانب السلطات اللبنانية للضغط على اللاجئين للعودة إلى بلادهم".

وأضافت، أن "التجمعات غير الرسمية في بلدة عرسال الحدودية التي تأوي 55.000 لاجئ، كانت مسرحًا لنشاط محموم تحت شمس الصيف الحارقة الجمعة الماضي، حيث قام الشباب بتفكيك المنازل المؤقتة مستخدمين الكسارات والمطارق والحفارات، لتتغطى الأرض بعدها بالأنقاض والغبار".

كما قالت "الغارديان"، إن "منظمة المساعدات البريطانية (إدنبرا ديريكت أيد) وكذلك مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين على الأرض، تعملان على بناء ونقل الأسر إلى ملاجئ جديدة من الخشب والقماش المشمع، لكن الوقت بدأ ينفد قبل الموعد النهائي المحدد اليوم الإثنين، وقد تسببت عمليات الإخلاء في زيادة المتطلبات المالية للمنظمتين".

وتجدر الإشارة هنا، إلى أن "لبنان يستضيف حاليًا نحو 1.5 مليون سوري منذ اندلاع الحرب عام 2011، ولم تسمح الحكومة اللبنانية بإنشاء مخيمات رسمية للاجئين وحظرت بناء (مساكن خرسانية دائمة)، خشية أن يستقر الوافدون الجدد، مثلما فعل الفلسطينيون من قبل".

في مقابل ذلك، ووفق منظمة (سيف تشيلدرن) إنقاذ الطفولة فقد "تسببت عمليات الهدم التي أمر بها الجيش في عرسال في تشريد 5000 أسرة وما لا يقل عن 15000 طفل وجعلتهم بلا مأوى، وأجبرتهم على النوم في العراء أو في خيام مكتظة".

ومن جهتها، قالت مديرة المشروعات الخارجية بمنظمة (أدنبرا دايركت إيد) ماجي توكي، للصحيفة، فيما كانت تقف في الموقع: "نحن نقاتل وسنلتزم بالموعد النهائي لكن مستقبل اللاجئين السوريين في لبنان قاتم".

ويُشار، إلى أن "الكثير من السوريين عبّروا عن رغبتهم في العودة إلى ديارهم، غير أن وكالات الإغاثة وجماعات حقوق الإنسان، تقول إنه من دون حل سياسي للحرب أو ضمانات لسلامة العائدين، فإن البلاد لا تزال مكانا بالغ الخطورة وغير آمنة لأي برنامج عودة واسع النطاق".