بعد تفاقم الأخطار والأضرار الناتجة عن مطامر النفايات لا سيّما البحرية منها، والتهديدات بارتفاع سلسلة جديدة من جبال النفايات البحرية في ظلّ فعالية لا تتجاوز 3 و5% لمعامل الفرز الأساسية في لبنان، كما وعشرات مصبات مياه الصّرف الصحّي في الأنهار وعلى الشاطئ اللبناني بفعالية هي أقلّ من 10% لعمل محطات التكرير الموجودة في لبنان، وكذلك نفايات المعامل والمسالخ التي ترمى في البحر من دون حسيب أو رقيب، 


ولما كانت الحلول الصحيّة والبيئيّة هي الهدف الأساسي من جرّاء الضغوطات التي أوجدتها الدعاوى القضائية التي تقدّم بها الفريق القانوني في تحالف متّحدون وجمعية غرين غلوب وشركاءهما، وقد تبيّن أنّ مجلس الإنماء والإعمار يقف عائقاً أمام الحلول الصحيّة والبيئية ويدعم الخيارات المعاكسة والتي يتم الاعتراض عليها قضائياً، وجلّ همّه هو إدارة الصفقات وتوزيع الحصص بين كبار الفاسدين ولو على حساب حياة الناس وصحّة أولادهم وسلامتهم، غير آبه بالقرارات القضائية أو النداءات الملحة التي يطلقها من يئنّ تحت وطأة السموم والروائح والمواد المسرطنة والأمراض التي تنبثق عن النفايات، ولا بالكارثة الكبرى في تحويل الشاطئ اللبناني إلى مكبّ ضخم للقذارة مع ما يستتبعه ذلك من تشويه بالغ لواجهة لبنان البحرية (التي اعتبرها النشيد الوطني جزءاً من  درّة الشرقين)، ومن إعدام للغنى البيئي الذي تميّز به لبنان ومن ضرب سمعة البلد وبوابة موارده السياحية، أيّ مطار رفيق الحريري الدولي وهو المطار الدولي الوحيد فيه والذي بات مطمر الكوستابرافا ونهر الغدير صنوان له بسبب استقبال الروائح الكريهة والسامة للسياح بشكل دائم.

 

 وبما أنّ تحالف متحدون وجمعية غرين غلوب وشركاءهما قد أخذوا على عاتقهم الوصول بملف النفايات إلى حلول صحية وبيئية قابلة للتطبيق، معتمدين بالدرجة الأولى على ما أثاروه من دعاوى أمام القضاء وتحويلها إلى قضايا رأي عام من أجل الوقوف بوجه الضغوطات السياسية، وذلك بهدف الوصول إلى حلول للأزمة وليس الانغماس في مناكفات قضائية أو سواها، وفي ظلّ الضغوطات التي تمارس على القضاء والتي تحدّ من دوره في المحاسبة وتؤدي إلى الانتقاص من هيبته، وبخاصة عندما لا تقوى الضابطة العدلية على تنفيذ قراراته خوفاً من تهديدات السياسيين، وقد جرى استنفاد كافة السبل الودية والقانونية لردع مرتكبي الجرائم بحقّ الناس وحياتهم وأمام التهويل والوعيد الذي تعتمده السلطة الفاسدة لثني الناس عن المطالبة بحقوقهم ومنهم العسكريين المتقاعدين وأساتذة التعليم والمحامين وسواهم وعلى رأسهم القضاة. 

 

بناء لما تقدّم، يتوجه تحالف متحدون وجمعية غرين غلوب وشركاؤهما بدعوة  كل أصحاب الضمائر والحريصين على إنقاذ البلد وأهله وتجنيبهم تفاقم المآسي الصحية والبيئية الحالية إلى التواجد أمام مدخل السراي الحكومي المؤدّي إلى مكاتب مجلس الإنماء والإعمار، وذلك عند الساعة الحادية عشر من يوم الجمعة في 5 تموز 2019، حيث سيتم تحديد تفاصيل التحرّك والمواجهة تباعاً، مع التأكيد على الاكتفاء برفع الأعلام اللبنانية وشعارات مكافحة الفساد البيئي.

 

سوف يصدر عن التحرّك مواقف واضحة بشأن خطة حماية كامل الشاطئ اللبناني من خلال سلسلة دعاوى قضائية مستمرة وجديدة تتصدّى لمطامر النفايات ومجاري المياه المبتذلة على طول الشاطئ، كما وماهيّة المراسلات مع الهيئات والمحافل الدولية والدعاوى الجاري التحضير لها أمامها، إضافة إلى الإعلان عن نتائج التحاليل المخبرية للملوثات البحرية من مياه وترسبات وغازات في محيط مطار رفيق الحريري الدولي وآثارها المتوقعة عليه.
اخبار