تتزايد الإشكالات الفرديّة، في الآونة الأخيرة في منطقة الضاحية الجنوبيّة لـِ بيروت، لاسيّما مع ارتفاع نسبة الفلتان الأمني وتفاقم آفة تجارة المخدّرات واستباحة الأمن، في ظلّ السلاح المتفلّت، وصولًا إلى غياب المُحاسبة للمخالفين الذين يُطلقون النار بطريقة عشوائيّة ثمّ يُتابعون مزاولة أعمالهم في اللّحظة عينها وكأنّ شيئًا لم يحصل، وبات المواطنون يخشون على سلامتهم خلال تنقّلاتهم بين الشوارع بسبب هذه الفوضى الأمنيّة.
 
منذ أقلّ من عشرة أيّام، وقع حادث أمني لا يُمكن وصفه بالعابر، في قلب الضاحية شغل الرأي العامّ، عندما جاب شابًا في العشرينيّات من عمره وهو مزوّدًا بجعبة عسكريّة، في منطقة مُكتظّة ولها وضعيّة أمنيّة خاصّة، فأطلاق النار عشوائيًّا على واجهة مطعم "الآغا"، وقبلها جرت حادثة مُشابهة في منطقة السانت تيريز، خلال شهر رمضان، عندما قام عدد من الشبّان باطلاق النّار على إحدى الأبنية مُسبّبين بحالة من الهلع والخوف في المنطقة وآخرها كان يوم أمس في منطقة الجاموس عندما أتى شابان على متن دراجة ناريّة وقاما باطلاق النار من رشاش حربي قبل أن يُغادرا إلى جهّة مجهولة، هذه الحالات لم تولد إلّا نتيجة الإسترخاء الأمني.
 
 
ودفعت هذه الفوضى الأمنيّة التي تعيشها الضاحية بشكل شبه يومي، إلى رفع الصوت عاليًا من جانب بعض السكّان وتوجيه أصابع الإتّهام لـِ حزب الله الذي يتحمّل مسؤوليّة هذه الظاهرة مع اعتبار أنّه ساهم في منع دخول القوى الشرعيّة اللّبنانيّة إليها تحت ذريعة بؤره الأمنيّة ولاشك أنّ هذه الحالة باتت تُمثّل خطرًا حقيقيًّا على الجميع.
 
وأكّد مصدر أمني لموقع "لبنان الجديد"، أنّ الأمن ممسوك ومضبوط على كافّة الأراضي اللّبنانيّة وما يحصل في الضاحية يتمّ مُلاحقته، مُعتبرًا أنّ سبب ارتفاع نسبة المشاكل في هذه المنطقة تحديدًا ناتج عن الوضع الإجتماعي الصعب، مؤكّدًا أنّ الوضع الأمني في الضاحية ممسوك، إلّا أنّ السلاح موجود في كلّ المناطق. 
 
لو كان الحزب يُريد فعلًا إنهاء هذه الظاهرة لكان أنهاها بظرف ساعات معدودة وإن كان يُريد للدولة أن تلعب دورها عليه أن يرفع الغطاء جديًّا وليس نظريًّا عن كلّ المخالفين خصوصاً أن معظم من يخالف في الضاحية إما ينتمي إلى الحزب أو مناصر له أو أنه يرتبط بصلة قرابة ونسب مع أحد مسؤوليه.