عندما انتخب محمد مرسي رئيساً لمصر وقف في ميدان التحرير سنة ٢٠١٢ أمام مئات ألوف الأنصار وكشف عن صدره وقال إنه لا يرتدي شيئاً يقيه من الرصاص. بعد سنة من ذلك التاريخ قامت تظاهرات مليونية ضده، أكبر مما شهدت مصر ضد الرئيس حسني مبارك، وخلفه في الحكم قائد القوات المسلحة عبدالفتاح السيسي.

لم أؤيد مرسي يوماً، وأنا كنت أتمنى أن تكتب له الحياة فيدان أو يبرأ في المحكمة، إلا أنه بعد جلسة في محاكمة له بتهمة التجسس سقط ميتاً ما يعكس أيضاً انهيار "الإخوان المسلمين" في كل بلد عربي، ربما باستثناء قطر وقطاع غزة، مع تأييد لـ"الإخوان" من تركيا التي نعت الرئيس المصري السابق.

مصريون كثيرون أيدوا "الإخوان"، ومصريون أكثر اعتبروهم انتهازيين يسعون إلى الحكم بأي طريقة متوافرة لهم. السنة اليتيمة لهم في الحكم لن تعود فقد خسروا من أنصارهم كثيرين، خصوصاً بعد أن اتهموا في مصر بأنهم عصابة إرهابية.

بعد موت مرسي اعتقلت أجهزة الأمن المصرية زياد العليمي، رئيس الحزب الاشتراكي الديموقراطي، وأحد قادة ثورة ٢٥ كانون الثاني (يناير) ٢٠١١ ضد مبارك. هو اعتقل مع سبعة آخرين واتهموا بالولاء لـ"الإخوان المسلمين".

الحكم في مصر يقود حرباً على الإرهاب أرجو أن يربحها، فهو يواجه فلول "الإخوان المسلمين" من حدود ليبيا حتى سيناء، وهناك مواجهات دامية مع الإرهابيين بين يوم وآخر.

كانت لي معرفة بسيطة بمحمد مرسي، وهو في الأمم المتحدة دعاني إلى مقابلته في القصر الجمهوري في مصر، ووعدته بتلبية الدعوة إلا أنه لم يصمد بعدها لأراه مع الدكتور عصام العريان، نائبه في حزب "الإخوان".

أجمل من كل ما سبق أن شركة مرسيدس الألمانية أعلنت أنها ستبني مصنعاً لتجميع سيارات مرسيدس في مصر بالاشتراك مع شريك محلي.

مرسيدس قالت إنها وقعت مذكرة تفاهم مع الحكومة المصرية عن المشروع، وزادت أن الانتاج المحلي سيزيد من قدرة الشركة في السوق المحلية ويسهم في بناء القدرة الاقتصادية للسوق المصرية.

مسؤول في مرسيدس قال إن مشروع الشركة في مصر سيزيد من مرونة الشركة في تجميع السيارات في مصر ويلبي رغبات زبائن الشركة.

مرسيدس لم تقل اسم الشريك المحلي إلا أن عملها في مصر يوظف حوالى ألف مصري في المبيعات وتوفير قطع غيار.

وخبر آخر مهم من مصر، هو أن وزراء الخارجية والدفاع في مصر وروسيا اجتمعوا وبحثوا في زيادة التعاون العسكري والأمني بين البلدين.

وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو ووزير الدفاع المصري محمد زكي اجتمعا في موسكو والوزير الروسي قال إن بلاده مستعدة لمساعدة مصر في زيادة قدراتها الدفاعية. الوزير الروسي قال إن مصر "واحة من الاستقرار" في منطقة تواجه توترات عنيفة. ووزير الخارجية المصري سامح شكري قال إن العلاقات المصرية - الروسية "تفيد الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم كله".

في غضون ذلك، أعلنت ألمانيا أنها ستمنع تصدير أسلحة من نوع المسدسات إلى بقية العالم باستثناء دول حلف الناتو والاتحاد الأوروبي. هذا يعني أن حلفاء لألمانيا مثل أستراليا ونيوزيلندا واليابان وسويسرا ستبقى خارج المنع الذي أعلنته الحكومة الألمانية.

الخبر الذي قرأته من وكالة رويترز التي عملت فيها سنوات وأنا أقيم في بيروت قال إن المنع سيشمل الدول المشاركة في الحرب في اليمن، وهذا يعني بعضاً من الدول العربية التي تستورد السلاح من أوروبا.

القرار الألماني ليس نهاية المطاف، فأهم منه أن ألمانيا تصدر سلاحاً إلى دول عربية كبرى، ولا أرى أنها ستوقف ذلك أيضاً.