مصادر يمنية: التسريبات عن الانسحاب الإماراتي جزء من حرب نفسية ومحاولة للوقيعة بين أبوظبي والرياض.
 

 شدد مسؤول إماراتي كبير على أن بلاده لن تترك فراغا في اليمن، وذلك في تعليقه على تسريبات تتحدث عن انسحاب قوات بلاده المشاركة ضمن التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن.

وقال المسؤول “صحيح أن هناك بعض التحركات للقوات… لكنها ليست إعادة انتشار في اليمن”، مضيفا أن الإمارات ما زالت ملتزمة تماما بالتحالف العربي و“لن تترك فراغا” في اليمن.

ونفت مصادر مطلعة في التحالف العربي صحة التقارير الصحافية التي تحدثت عن تقليص الإمارات لوجودها العسكري في اليمن على خلفية التوتر في الخليج العربي بين الولايات المتحدة وإيران، مشيرة إلى أن الإمارات تشكل إلى جانب السعودية القوة الأساسية في التحالف العربي لدعم الشرعية الذي لا يمكن أن ينهي دوره قبل تحقيق أهدافه في عودة الاستقرار إلى اليمن وإنهاء الانقلاب الحوثي المدعوم من إيران وكافة تداعياته وآثاره.

وقالت مصادر يمنية في تصريح لـ”العرب” إن المعلومات التي يتم تسريبها والمتعلقة ببدء الإمارات بسحب بعض القوات من ميناء عدن الجنوبي ومن الساحل الغربي لليمن ليست دقيقة، حيث أن مثل هذه التحركات عادة ما تأتي لاعتبارات عسكرية وتكتيكية أو في إطار إعادة الانتشار وإنها لا ترقى إلى درجة سحب القوات.

وأشارت إلى أن ما يجري هو جزء من الحرب النفسية التي تعمل من خلالها إيران وحلفاؤها الحوثيون على إرباك الحزم السعودي الإماراتي في الحرب، ومحاولة دق الإسفين بين البلدين اللذين باتا يشتركان في مقاربة أوسع وأشمل من العمل على استعادة الشرعية، وهي مقاربة تسعى لجعل دول الخليج عنصرا محوريا في الحفاظ على أمنها القومي، بالاعتماد على الذات وتنويع الشركاء الاقتصاديين والعسكريين.

وتضطلع الإمارات بدور مهم في اليمن على الصعيدين العسكري والإنساني، حيث تشكل القوات الإماراتية المشاركة ضمن قوات التحالف العربي رقما صعبا في مواجهة وتحجيم المشروع الإيراني في اليمن.

ويقول متابعون للشأن اليمني إن الإمارات عملت الكثير لأجل ضمان استقرار اليمن سواء ما تعلق بالحرب على الحوثيين، أو عبر دورها المؤثر في منع المتمردين المرتبطين بإيران من السيطرة على ميناء الحديدة، والتحكم في حركة الملاحة من وإلى البحر الأحمر، وهو مكسب ليس فقط لليمنيين أو لدول الخليج، ولكن للعالم ككل، وهو دور يتكامل مع الجهود الدولية لحماية أمن الملاحة في مضيق هرمز وخليج عمان.

كما لعبت دورا رئيسيا في عمليات تحرير محافظات عدن وأبين ولحج والضالع ومأرب والحديدة من الميليشيات الحوثية، إضافة إلى الدور البارز الذي لعبته في تحرير حضرموت وعاصمتها المكلا في أبريل 2016 من تنظيم القاعدة، ومحافظة شبوة التي قادت فيها الإمارات عمليات عسكرية متواصلة خلال العامين 2017 و2018 لطرد العناصر الإرهابية.

وساهمت القوات الإماراتية في اليمن في إعادة بناء وتأهيل القوات الأمنية والعسكرية، الأمر الذي مكن تلك القوات من ضبط الأمن في المناطق المحررة وتضييق الخناق على الجماعات المسلحة مثل داعش والقاعدة.

ونجحت عبر مؤسساتها الإغاثية والإنسانية، مثل مؤسسة خليفة بن زايد والهلال الأحمر الإماراتي، في تخفيف حدة آثار الحرب في اليمن من خلال إعادة تأهيل البنية التحتية في العديد من المحافظات ومواجهة آثار الكوارث الطبيعية مثل الأعاصير التي ضربت محافظة أرخبيل سقطرى.

واعتبر مراقبون سياسيون التسريبات التي تتحدث عن بدء انسحاب القوات الإماراتية استمرارا لمسلسل طويل من حملات التشويه التي سعت للنيل من دور الإمارات الإيجابي في اليمن، ومحاولة لإرباك التحالف العربي بقيادة السعودية، بواسطة أدوات إعلامية تابعة لقطر وجماعة الإخوان وقيادات محسوبة عليهما داخل التحالف العربي عملت منذ وقت مبكر على الوقيعة بين أطراف التحالف العربي وخصوصا بعد إنهاء مشاركة الدوحة في التحالف منتصف 2017.

واعتبر الخبير العسكري ومستشار وزارة الدفاع اليمنية العقيد يحيى أبوحاتم أن هناك حملة ممنهجة لتشويه كل مكونات الصف المعادي لجماعة الحوثي وفي مقدمتها الإمارات.

وقال العقيد يحيى في تصريح لـ”العرب” إن الحملة تسعى للانتقاص من دور الإمارات المحوري على الصعيدين العسكري والإنساني وتطبيع الأوضاع في المناطق المحررة ودعم وإسناد القوات اليمنية لتحرير مناطق الجنوب وصولا إلى الحديدة وتحرير محافظة مأرب.

ولفت أبوحاتم إلى دور الإمارات المهم في تأهيل وتدريب وتسليح القوات اليمنية وتحديدا قوات الأحزمة الأمنية والمقاومة الجنوبية التي باتت اليوم قوة رئيسية في مواجهة الحوثيين، إضافة إلى دورها في ملاحقة الإرهاب بشقيه الحوثي والقاعدة وداعش.

وقال الصحافي والباحث السياسي اليمني سياف الغرباني إن “الإمارات  أخذت على عاتقها إسناد اليمنيين في معركتهم لاستعادة الدولة، وألقت في ذلك بثقلها”.

ولفت الغرباني في تصريح لـ”العرب” إلى أن “التحول الاستراتيجي للحرب، كان مع استعادة قوات التحالف السيطرة على ميناء عدن في 17 يوليو 2015، وما ترتب عليه من إنزال بحري لقوات إماراتية، لعبت دورا محوريا في تحرير عدن وبقية المدن الجنوبية”.