حدة وقع العقوبات الأميركية على الاقتصاد الإيراني تجعل مهمة إنقاذ الاتفاق النووي شبه مستحيلة.
 

يبدو أن الاتفاق النووي الإيراني في طريقه إلى الزوال في ظل إصرار طهران على عدم الالتزام ببنوده على وقع الضغوط الأميركية المتصاعدة، ووسط خيبة أمل إيرانية كبيرة من عجز التكتل الأوروبي على مواجهة العقوبات الأميركية أو التخفيف من حدة وقعها على الاقتصاد الإيراني.

ويعقد في فيينا الجمعة اجتماعا بين الأطراف الباقية في الاتفاق النووي كـ "آخر فرصة" لإنقاذ الاتفاق بعد انسحاب الولايات المتحدة في العام الماضي.

وتهدد إيران بتجاوز الحد الأقصى المسموح لها من اليورانيوم المخصب بموجب الاتفاق، ردا على عقوبات تكبل اقتصادها فرضتها واشنطن عليها في العام الماضي.

ويقول دبلوماسيون إن أياما تفصل طهران عن بلوغ هذا الحد، وأضافوا أن تجاوزه قد يؤدي لانهيار الاتفاق.

ويجتمع مسؤولون كبار من إيران وبقية الأطراف الموقعة على الاتفاق النووي بهدف محاولة إنقاذه، لكن في ظل محدودية قدرة القوى الغربية على حماية الاقتصاد الإيراني من العقوبات الأميركية فمن غير الواضح ما الذي يمكنهم فعله لتوفير الدعم الاقتصادي الكبير الذي تريده طهران.

وتجدر الإشارة إلى أن الولايات المتحدة تسعى إلى إقناع دول الاتحاد الأوروبي الموقعة على الاتفاق التخلي عنه والعمل على الضغط على طهران للجلوس إلى طاولة المفاوضات والتباحث بشأن اتفاق جديد وفق شروط أميركية.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية عباس موسوي الجمعة "اعتقد أن هذا الاجتماع قد يكون آخر فرصة للأطراف الباقية.. ومعرفة كيف يمكنها الوفاء بتعهداتها تجاه إيران".

وذكر موسوي أنه على الرغم من دعم بقية الأطراف الموقعة على الاتفاق النووي، وهي بريطانيا والصين وفرنسا وألمانيا وروسيا، لموقف إيران في عدة بيانات، فقد فشلت في اتخاذ أي خطوة تذكر.

وأنشأت القوى الأوروبية آلية إنستكس للتبادل التجاري في محاولة لحماية جزء من الاقتصاد الإيراني على الأقل من العقوبات الأميركية.

لكن لم تُفعل تلك الآلية حتى الآن وقال دبلوماسيون إنها ستكون قادرة على التعامل مع أحجام صغيرة من السلع فحسب مثل الأدوية وليس مبيعات النفط الكبيرة كما تطلب إيران.

وقال موسوي "ينبغي أن نرى مقدار المال الذي يمكن تحويله عبر انستكس، إذا كانت مجرد آلية ظاهرية فلن تقبل إيران ذلك قطعا".

وفي إشارة إلى حدة وقع العقوبات الأميركية على الاقتصاد الإيراني، كشفت بيانات نشرتها صحيفة فونكه الألمانية أن التجارة بين إيران وألمانيا تداعت مما يدعم يقين إيران في أن أوروبا تعجز عن دعم الحفاظ على الاتفاق النووي الذي وقعت عليه.

وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أمس الخميس إنه سيحاول إقناع نظيره الأمريكي دونالد ترامب بتعليق بعض العقوبات على إيران لإفساح المجال أمام المفاوضات بهدف نزع فتيل الأزمة.