إن عودة جنبلاط لإطلاق التغريدات لم تثر استغراب المتابعين، حيث أن الرجل يتخذ من تويتر المنصة الرئيسية للتعبير عن مواقفه من قضايا الساعة في لبنان والعالم
 

بعد أن كان قد تعهد أول من أمس الثلاثاء بالتوقف عن إستخدام مواقع التواصل الإجتماعي إلّا بالمواقف العامة أو بعض الصور، عاد رئيس حزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط إلى حسابه الشخصي على "تويتر" بتغريدة جديدة تساءل فيها عمّا إذا كان العرب المشاركون في الورشة، سيفعلون ما رفضه العثمانيون قبل أكثر من قرن، في إشارة إلى ما وصفها بعملية "بيع فلسطين".

وقال: "في عهد السلطان عبدالحميد طلب تيودور هرتزل شراء فلسطين لنقل يهود العالم إليها فرفض السلطان"، وأضاف" "اليوم في البحرين سيطلب حفيد تيودور هرتزل الصهر جاريد كوشنير من العرب بيع فلسطين لنقل أهلها إلى الأردن، إلى سيناء، إلى لبنان، إلى سوريا، إلى الشتات، فهل سيفعل العرب ما رفضه العثمانيون؟".

تجدر الإشارة هنا، إلى أن "عودة جنبلاط لإطلاق التغريدات لم تثر استغراب المتابعين، حيث أن الرجل يتخذ من تويتر المنصة الرئيسية للتعبير عن مواقفه من قضايا الساعة في لبنان والعالم".

كما يُشار، إلى أن "جنبلاط المحافظة لن يستطيع على موقعه السياسي وتأمين مستقبل الجنبلاطية إلا من خلال حضوره المكثف داخل كافة الملفات المحلية والدولية، وعليه فإن تويتر وفيسبوك وغيرهما ستبقى الأدوات الأنجع والأقل تكلفة والأسهل لإيصال رسائله كما أنها الأكثر استجابة لنقل منطقه العفوي الصادم في مقاربة شؤون الدنيا والسياسة".

وفي السياق، يقول مقربون من جنبلاط نقلًا عن صحيفة "العرب اللندنية" إن "ما يقال عن الرجل من أنه شديد التقلب ومرن المناورة والتحرك والانتقال من موقف إلى نقيضه، ليس بالضرورة نقطة سلبية، بل مهارة اكتسبها من خلال قيادة تياره السياسي ومحاولة المحافظة على موقعه السياسي على الرغم من تراجع ثقله الذي كان يلعبه قبل عقود"، ويضيف هؤلاء أن "جنبلاط انتقل إثر ذلك من موقف متشدد إلى موقف مهادن معلنًا مغادرته تحالف 14 آذار متخذًا موقعًا وسطيًا داعيًا إلى وقف التوتر وداعمًا اتفاق الدوحة الذي تلا تلك الأحداث".

في مقابل ذلك، يلفت سياسيون لبنانيون إلى أن "جنبلاط يتمتع بقدرة ملفتة على تغيير مواقفه وقراراته، ويعزون ذلك إلى أن وضعه كزعيم لطائفة يتآكل حضورها الديموغرافي، مقارنة بباقي الطوائف في لبنان، قد يشكل أحد الأسباب التي تدفعه إلى تبني الشيء ونقيضه في ذات الوقت في محاولة للحفاظ على وزنه ومشاركة طائفته داخل المشهد السياسي اللبناني، غير أن زعامة جنبلاط التي كادت أن تكون مطلقة في عهد والده كمال وفي عهده أثناء الحرب الأهلية اللبنانية، تقلّصت في السنوات الأخيرة بسبب الضغوط التي مارستها الوصاية السورية في لبنان وتلك التي يمارسها حزب الله من خلال دعم خصوم جنبلاط داخل الطائفة".

وبحسب "اللندنية" يرى مراقبون أن "جنبلاط لا يقبل أن يتم التعامل معه وفق حجمه داخل الطائفة الدرزية في لبنان، فقد كان والده كمال جنبلاط زعيمًا وطنيًا عربيًا عابرًا للطوائف ومتجاوزا في زعامته حدود لبنان لتمتد نحو دروز سوريا والأردن وفلسطين، وملامسًا قضايا عربية كبرى متزعمًا تكتلات عربية داعمة للمقاومة الفلسطينية".

كما يعترف كثير من المراقبين أن "الرجل لديه ملكة الاستشراف المبكر التي تفسر سلسلة من المواقف المسبقة، وليس من الضرورة أن أمر هذا الاستشراف كان دقيقًا دائمًا، لكن مواقفه المبهمة والملتبسة مازالت تثير حشرية الطبقة السياسية في لبنان، وقد هاجم الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله (انتانات) جنبلاط ناصحًا إياه بتغييرها".

يُذكر، إلى أن "رئيس مجلس النواب نبيه بري سيعمل على جمع رئيس الحكومة سعد الحريري مع جنبلاط من أجل وضع حدّ نهائي للخلاف وتحقيق المصالحة بينهما، لكن شرط أن يتجاوب الطرفان مع المسعى ويلاقي أحدهما الاخر في منتصف الطريق، بحيث تتم معالجة هواجس جنبلاط ومطالبه، ويتم تصحيح الموقف الجنبلاطي من الحريري"، وذلك بحسب صحيفة "اللواء".