استبعد سفير لبنان السابق في واشنطن ​رياض طبارة​ أن يكون هناك اي احتمال لنجاح ما يعرف بـ"​صفقة القرن​"، لافتا الى انها لم تحمل بمضمونها اصلا ما يؤدي لنجاحها، أضف أن اجتماع المنامة لم يحقّق هدف الداعين له بغياب الفريق الاساسي عنه، الا وهو الفلسطينيين وعدم وجود اجماع عربي. وقال: "كما ان من حضر من العرب أعلن أنه لم يحضر تأييدا لصفقة القرن انما لمساعدة الفلسطينيين".

واعتبر طبارة في حديث لـ"النشرة" أن "ما تطرحه الصفقة أصلا لجهة دفع مبالغ ماليّة لحل ​القضية الفلسطينية​ ليس بالطريقة المجدية كما ان مبلغ الـ50 مليار دولار الذي سيتم تقسيمه ما بين الفلسطينيين ودول اللجوء ليس كبيرا، عدا عن أن المبدأ الذي يقول بشراء السلام بأموال خليجيّة غير مقنع".

وأشار طبارة الى أن الاجتماع الذي انعقد مؤخرا في ​اسرائيل​ بين ​موسكو​ و​تل ابيب​ وواشنطن لم يصل هو الآخر الى حلول، في ظل اصرار ​أميركا​ على مواجهة ​ايران​ وتمسك ​روسيا​ بتحالفها مع الأخيرة وصولا لاسرائيل التي اكدت استمرارها بضرب مواقع ايرانيّة، ما يعني ان لا اتفاق بين الاطراف الـ3 حول دور ايران في المنطقة. وقال: "لا أعتقد بوجود ارتباط بين تطورات العلاقة الاميركية–الايرانية وصفقة القرن باعتبار ان لكل منها توقيت مختلف".

ورأى أنه تتم المبالغة في تصوير المنحى الذي قد تتخذه العلاقة بين واشنطن وطهران، مستبعدا ان يكون أحد الطرفين يسعى لحرب مفتوحة، وأضاف: "اصلا كلام الرئيس الاميركي ​دونالد ترامب​ الاخير بعد اسقاط الطائرة انفتاحي، رغم ما تضمنه من تهديدات اعتدنا عليها كما ان حصر الخلاف مع ايران الى حد بعيد بالسلاح النووي واسقاط مبدأ السلة المتكاملة، يعطي بصيص أمل بأن تكون هناك قريبا خطوات لاطلاق حوار جديد اميركي–ايراني". واعتبر أن طهران تلاقي انفتاح واشنطن بانفتاح مقابل لجهة اعرابها عن استعدادها تقديم تنازلات اذا ما أقدمت الولايات المتّحدة على ذلك أولا.

ورجّح طبارة أن تستمر المناوشات المدروسة من دون ان تتطور لمواجهة مفتوحة في المنطقة، يعرف الجميع كيف تبدأ ولا يعرفون كيف واين ممكن ان تنتهي، خاصة وأن روسيا طرف أساسي في ما يحصل وهي لا شك لن تقف متفرجة. واضاف: "لا أعتقد ان هناك مصلحة لاي طرف حاليا بحرب كبيرة، والكل يدرس خطواته جيدا قبل الاقدام عليها. ولعل ما ذكرته طهران لجهة انها لم تسقط طائرة اميركيّة اخرى كانت ترافق الطائرة المسيّرة لأنّه كان على متنها عدد من الاشخاص، وبالمقابل قول ترامب انه لم يعطِ أمر قصف مواقع ايرانيّة محددة لان ذلك كان سيؤدّي لمقتل 150 شخصا، عنصران يؤكدان عدم رغبة الفريقين بالتصعيد".

وتطرّق طبّارة للملفّ اللبناني، فأشار الى ان التحالفات الداخليّة تتغيّر باستمرار لأنّ المصالح هي التي تحكمها، موضحًا ان لا مبادىء تحكم التحالفات اليوم، كما ان الخلافات تتم على مسائل معيّنة وسرعان ما يتمّ تجاوزها، وهذا على الارجح ما سيحصل بين ​تيار المستقبل​ و​الحزب التقدمي الاشتراكي​. وخلص الى القول "نحن لسنا باطار صراع بين حزب جمهوري وآخر ديمقراطي ولا بين اشتراكيين وليبراليين، انما بين فرقاء قد تجمعهم المصالح في مرحلة معينة وتفرقهم في مرحلة اخرى".