القادم بعد تنفيذ صفقة القرن هو اسوء، حيث أنّ ترامب سوف يحمل تكلفة تلك الصفقة على الدول العربيّة وليس على طفله المدلّل الكيان الصهيوني.
 
ابتزاز بلاحدود، ما يمارسه الرئيس الأميركي دونالد ترامب تجاه السعوديّة. فإنّ تصرّفه تجاه السعوديّة أشبه ما يكون بتصرّف مالك شقة بداية كلّ شهر يطالب أجرة الشقة ممن استأجرها وربما هو اسهل بكثير من ذلك وفق الرئيس الأمريكي نفسه، عند ما قارن قبل عام بين أخذ المال من المملكة السعوديّة وبين طلب 113 دولارًا من مستأجر في أحد الأحياء الشعبيّة لمدينة نيويورك وحكم بأنّ الأوّل هو الأسهل. 
 
وكرّر ترامب نفس الكلام، يوم أمس بالقول ان على السعودية ان تدفع ثمن الحماية التي توفّرها لها الولايات المتحدة وأضاف:" تحدّثت لولي العهد السعودي وقلت له هذه العملية مكلفة للغاية يجب ان تدفع انت والدول الأخرى نحميها". 
 
وهكذا وكما كان متوقّعًا بعد إسقاط طائرة أم كيو المسيّرة الأميركيّة من قبل القوّات الإيرانيّة، عاد ترامب إلى عادته القديمة لابتزاز الدول العربيّة وطالب منهم ثمن حمايته لهم في حين أن قواته وطائراته الراقية لا يتمتّعن بالأمن ولا يقدرن على حماية أنفسهنّ حيال القوّة العسكريّة الإيرانيّة فكيف يريد الرئيس ترامب بيع سلعة لا يَملكها؟ 
 
 
موضع الحديث ليس عن هذا التصرّف غير الأخلاقي، حيث ان الرجل هو أصلا رجل المال ورجل الأعمال ولم يعرف طيلة حياته غير منطق التجارة والابتزاز ولكنّ يجب على الدول العربيّة الخليجيّة الجارة لإيران أن يدخلن في حوار مع طهران ليس بغية تجنّب شرّها بل بغية الابتعاد عن ابتزاز الولايات المتحدة الذي لا يقف عند حد. 
 
بطبيعة الحال، ان إيران لا تمثّل تهديدا لجيرانها وفوق ذلك حاولت قدر المستطاع العمل لإزالة مخاوفهم ودعتهم الى عقد تحالف عدم الاعتداء معهم. من حقّ الدول العربيّة رفض المقترح الإيراني ولكنّ هل يحقّ لهم هدر اموال شعوبهم عبر شراء بضاعة ترامب الأمنية الفاسدة؟ ألم يثبت استهداف المطارات السعودية وانابيبها الذي عجز الأجهزة الأميركيّة من تفاديه مدى فساد الحماية الأميركيّة؟ 
 
يبدو أنّ القادم بعد تنفيذ صفقة القرن هو اسوء، حيث أنّ ترامب سوف يحمل تكلفة تلك الصفقة على الدول العربيّة وليس على طفله المدلّل الكيان الصهيوني.