نظم نادي الشقيف في النبطية والجامعة الحديثة للادارة والعلوم - لجنة كرسي الشاعر محمود درويش في الجامعة، مهرجانا ثقافيا وأدبيا وفنيا تحية وتقديرا للشاعر محمود درويش، برعاية وزير الثقافة الدكتور محمد داود داود في مركز النادي في النبطية، في حضور النائب ياسين جابر، ممثل النائب هاني قبيسي الدكتور محمد قانصو، ممثل النائب محمد رعد علي قانصو، ممثل النائب علي بزي ماجد فران، رئيس الاتحاد العمالي العام في لبنان بالانابة حسن فقيه، ممثل بلدية النبطية الدكتور حسن بعلبكي، رئيس الجامعة الثقافية في العالم القنصل رمزي حيدر، مدير كلية الاداب والعلوم الانسانية - الفرع الخامس الدكتور ناصيف نعمة، رئيس اتحاد بلديات الشقيف الدكتور محمد جميل جابر، المدير الاقليمي لامن الدولة في محافظة النبطية الرائد طالب فرحات، رؤساء بلديات ومخاتير وادباء وشعراء وشخصيات حزبية وثقافية واجتماعية وتربوية وفاعليات.

افتتاحا النشيد الوطني ونشيد نادي الشقيف وترحيب من أمين الشؤون الثقافية في النادي يوسف نصار، وكلمة رئيس نادي الشقيف الدكتور علي سلوم، وتحدث رئيس مجلس أمناء الجامعة الحديثة للادارة والعلوم الدكتور حاتم علامي، وكلمة الشيخ فضل مخدر، وكلمة لجنة كرسي محمود درويش الدكتورة كلوديا شمعون ابي نادر، وكلمة الدكتور الشاعر محمد علي شمس الدين.

داود
وتحدث داود فقال: "من اين أدخل الى النبطية، هل أدخل اليها من حروف اسمها المقدود من صخور أنباطها القادمين من مدينة البتراء، أم أدخل اليها من دلالة الفعل نبط التي تعني انبجاس الماء، وهل امتزاج الصخر بالماء في اسم النبطية الا حقيقة هذه المدينة القاسية على المحتل والرقيقة الرفيقة بنا اينما نزلنا في أهلها ومحلها، وان كانت النبطية توأم البتراء فهي الشقيف الذي لا يهزم بتقادم الزمان، وان كانت النبطية انبجاس الماء، فهي عين الثقافة وبحرها الزاخر، وهي واحة الادب وساحة الفن ترتاد بنا افاق الحياة الواسعة، فندخل الى مدرستها الاولى مع السيد حسن بن السيد يوسف الحبوشي، وندخل الى حسينيتها الاولى في العام 1909 مع العالم الشيخ والشاعر عبد الحسين صادق الخيامي، ونفتح عيوننا على تاريخ جبل عامل مع محمد جابر ال صفا، فنقرأ صفحات وصفحات عن مدينة رائدة وسباقة الى العلم والادب والايمان، وأعلامها نور على نور في فضاء الوطن والعالم، من حسن كامل الصباح الى الشيخ سليمان ضاهر والشيخ احمد رضا والشيخ احمد عارف الزين".

اضاف: "لعل الحديث عن الثقافة في النبطية لا يفتتح الا بذكر الاستاذ عادل الصباح مؤسس نادي الشقيف في العام 1964، ذلك الرجل الالمعي الذي حمل الثقافة في يده على طبق من ذكاء وضياء فجاء بأهلها الى الشقيف ينثرون بأقلامهم ولوحاتهم واصواتهم ألوان الحياة جذلى على دروب النبطية وفي قلوب الجنوبيين، وكان محمود درويش اجمل الوافدين الى هذا النادي، وكان محمد علي شمس الدين قبله اول الوافدين في بدايات النادي، فشهد ان نادي الشقيف يقدم على الثقافة في الزمن الذي يقلع عنها الاخرون، وما هذا المهرجان اليوم الا عودة مباركة واياب جميل الى مواعيد نادي الشقيف مع الثقافة والادب والفن بمعية الجامعة الحديثة للادارة والعلوم، ما اجمل كرسي الشعر يعتليه محمود درويش ملكا متوجا على عرش الشقيف، فمن هذه الارض يشع الوفاء وتحط في التراب شواهد الشهداء " شهداء مواجهة قلعة الشقيف الثلاثة والثلاثين في حزيران 1982 " بيدرا نخبئه لايامنا العجاف ونخط في الكتاب قصائد الشعراء كوثرا نعبئه لمواسم الجفاف".

وتابع الوزير داود: "اليوم نغني مع مارسيل نصر، فنقف على ناصية الحلم ونقاتل ونصير أحمد العربي، ونحن الى خبز أمنا، وإنا يا محمود نحبك أكثر ونحب اوطاننا اكثر ولا نريد لهذه القصائد ان تنتهي فهي أغنية من أغنية من أثر الفراشة، هي حضور درويش البهي في حضرة الغياب، بل هي كزهر اللوز او أبعد، اليك يا محمود درويش نقول الان كل عيب نحبه فيك ولا عيب فيك الا غيابك، ومن جدارية محمود درويش نذهب الى رسومات حسين سلوم ورفاقه، يعيدون الينا محترف الفنان الراحل زعل سلوم، الذي دمره الاحتلال في العام 1977 على ما فيه من لوحات جنوبية لا تقدر بثمن، ونقتفي أثر ديك الخطاطين علي بدر الدين ينبش الطرق والحقول ليرسم عليها خطوطه، ونستعيد ياسر بدر الدين وفريحة الحاج علي وكل فرسان المعبد الثقافي النبطاني لان العصافير لا تموت، لا في الجليل ولا في النبطية".

وقال: "هذه هي أعراس الشقيف تعيد الزمن الجميل كي لا يدخل اعلامنا في ذاكرة النسيان، وكي نظل مع محمود درويش نحاصر الخوف والموت، ونحب الحياة ما استطعنا اليها سبيلا".

وختم الوزير داود: "وها نحن في مدينة النبطية ننشد ليدين من حجر وزعتر، نتقمص جبال الصمود وجبال الموت، فنقف مع سهيل حمورة ضد الاحتلال في عاشوراء النبطية، لنصرخ مع حسن كحيل: لن يستشهد الحسين، وفينا قلوب بلون بنفسج البلاد وبسملة الندى، وفينا ارادة شعب ينتمي لارضه وسمائه وللفقراء في كل زمان ومكان. لا خوف على النبطية، لا خوف على لبنان طالما ان فيه هذه الثلة المباركة من الميامين الاوفياء، اذهبوا عميقا الى المقاومة بالحرف واللوحة والقصيدة والكلمة واعلموا ان مساحة حرفكم كلما تمددت على خريطة الوطن وعقول بنيه، تبدد ليل الازمات وكبر احتمال الياسمين في حاضرنا الخريفي مبشرا بوعد الربيع. على ايديكم تستعيد اخضرار المواسم وتحفظ النبطية حاضرة ثقافية وطنية عربية وكرسيا بين الارض والسماء يتسع لكل المبدعين، ومنبرا للادب والفن ومحرابا لثقافة الحب والسلام".

وتخلل المهرجان اطلالة للفنان مارسيل نصر يغني محمود درويش على العود ورسومات من وحي المناسبة للفنان حسين سلوم ومجموعة من الفنانين.