أثبتت إيران مدى قوتها للدفاع عن نفسها ومدى هشاشة الاسطول الأميركي الذي حمل ترامب تكاليفه
 
'ان إيران لا تأخذ ترامب وتهديداته على محمل الجد" هذه الجملة تختصر موقف إيران وتعتبر جملة مفتاحية وهي التي صرح بها أمين مجلس الأمن القومي الإيراني الادميرال علي شمخاني، يوم الخميس الماضي، ردا على تغريدة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، التي أكد فيها بأن إيران ارتكبت خطأ جسيما. 
 
تأتي اهمية رد شمخاني الذي كان حينها زائرا للعاصمة الروسية موسكو، من انه كان يعبر عن مدى ثقة الإيرانيين بالنفس أولا وبأن الرئيس ترامب لا يملك خيارا إلا الصبر والصمت.
 
تعليق شمخاني المهين  لم يأخذ حقه من التحليلات ولكنه مهم جدا. حيث انه سبق قرار الرئيس ترامب بضرب إيران ثم تنازله عن قراره قبل تنفيذه بعشر دقائق وفقه، مما يعني ان ترامب صادق تعليق الادميرال شمخاني بأن إيران لا تأخذ ترامب ولا تهديداته على محمل الجد.
 
وأما اقليميا، أسفر الحادث عن مواقف لدول جارة لإيران كانت تأمل بأن ترمب سينفذ قراره بضرب إيران واعربت عن غضبها على ترامب لأنه تراجع عن قراره. 
 
 
هذا الموقف يعارض منطق حسن الجوار اولا، ويعارض أمن دول الجوار ثانيا، وخاصة تلك الدول التي اتخذت القوات الأميركية منها قاعدة لها وعلى وجه التحديد دولة الإمارات العربية المتحدة التي بينها وبين إيران تاريخ من العلاقات الطيبة دولة وشعبا ينبغي عليه اداء دور إيجابي لحل الأزمات وليس اشعالها. اذ ستتضرر هي جراء اي مواجهة عسكرية بين القوات الأميركية وإيران وسوف لن تسلم القواعد الأميركية داخل أراضي الإمارات من تداعيات تلك المواجهة المحتملة. 
 
ليس من المقبول ان يصفق مسؤولون في دول عربية للقوات الأميركية لتشجيعهم على ضرب إيران التي اقترحت للدول العربية الخليجية عقد اتفاقية عدم الاعتداء معهم. 
 
وأخيرا، أثبتت إيران مدى قوتها للدفاع عن نفسها ومدى هشاشة الاسطول الأميركي الذي حمل ترامب تكاليفه على اكتاف المواطن العربي وليس على دافعي الضرائب الأمريكيين. 
 
هذه هي أمريكا التي تنبز الدول العربية وتحلبهم تحت عناوين واهية ومنها البعبع الإيراني. 
 
وهذا هو الرئيس ترامب الذي تعرض لسخرية قائد سلاح الجو الفضاء للحرس الثوري الإيراني بتكرار كلامه بالقول: "من الممكن ان يكون هذا الانتهاك للقانون الدولي اي خرق الأجواء الإيرانية، قد جاء من قبل أحد الجنرالات او بعض الجهات".