رئيس وزراء اليابان شينزو آبي زار إيران الأسبوع الماضي لمنع أي زيادة في التوتر بين الولايات المتحدة وإيران، إلا أن زيارته انتهت بالفشل، فأثناء وجوده في طهران هوجمت ناقلتان تحملان بتروكيماويات في خليج عُمان والتهمة، مرة أخرى، تتركز على إيران وعملاء لها.

الولايات المتحدة دانت إيران فوراً، والقوات المسلحة الأميركية وزعت فيديو يظهر قوات إيرانية وهي تبعد لغماً لم ينفجر عن طريق إحدى الناقلتين.

هل ينفجر الوضع بين الولايات المتحدة وإيران في الخليج؟ الهجوم على الناقلتين كان وقحاً لأن إحدى الناقلتين يابانية والهجوم جرى فيما شينزو آبي في طهران لتخفيف حدة التوتر مع الولايات المتحدة. وقبل يومين أسقط صاروخ إيراني طائرة «درون» أميركية قرب مضيق هرمز بعد أن زعمت إيران أن الطائرة خرقت المجال الجوي الإيراني. الرئيس ترامب وافق الخميس على توجيه ضربة إلى إيران رداً على إسقاط «الدرون» ثم تراجع بعد ساعات عن قراره توجيه ضربات عسكرية.

هناك نقاط تستحق المتابعة:

إيران تواجه ضغطاً اقتصادياً هائلاً بعد العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة على شركات بتروكيماويات إيرانية قبل أيام.

الولايات المتحدة خرجت السنة الماضية من الاتفاق النووي مع إيران، وترامب يستطيع أن يزيد تأييد بلاده لو عمل لذلك بوسائل مفتوحة ومعروفة. مجلس الأمن الدولي دان بشبه إجماع الهجوم على الناقلات.

هناك مواجهة بين المتطرفين في طهران وأعضاء اختارهم ترامب للعمل في إدارته. يتبع هذا أن انفجار حرب بين الولايات المتحدة إيران ليس احتمالاً بعيداً أو غير معقول أو مقبول.

رجل الأعمال اللبناني نزار زَكَّا بقي في السجن في إيران أربع سنوات بتهمة التجسس ثم أفرج عنه أخيراً، ووزير خارجية إيران محمد جواد ظريف اقترح حواراً لتبادل أسرى بين إيران وخصومها.

أعود إلى الخلاف الأساسي، فإيران تهدد الآن بانتهاك القيود التي فرضها «الاتفاق» معها وهو يضع حداً لتخصيب اليورانيوم.

الاتفاق النووي مع إيران يعود إلى سنة ٢٠١٥، إلا أن إيران الآن تطلب من الدول الغربية مساعدتها على مقاومة العقوبات الأميركية الجديدة، وتلمح إلى أنها ستواصل تخصيب اليورانيوم كما يفيدها في مواجهة العقوبات الأميركية.

هل تكون هناك مفاوضات جديدة، أو حرب مع إيران؟ سمعت من مصادر أميركية أن الولايات المتحدة تستطيع تدمير القوة العسكرية لإيران تدميراً كاملاً.

روسيا والصين تميلان إلى الوقوف مع إيران ضد العقوبات الأميركية، إلا أنني لم أقرأ شيئاً يقول إن هذه الدولة أو تلك مستعدة لمشاركة الولايات المتحدة في حماية ناقلات النفط داخل الخليج، في المضيق أمام عُمان، وأيضاً في بحر العرب.

مسؤولون في مجلسي الكونغرس يؤكدون أن إيران وراء الهجوم على ناقلات النفط، إلا أنهم يحذرون في الوقت نفسه من الانجرار إلى حرب مع إيران، خصوصاً بعد انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي مع إيران وفرضها عقوبات على نظام آيات الله في طهران.

لست منجماً ولا أعرف ماذا سيحدث غداً أو بعد غد، إلا أنني أرى أن تخفيف حدة التوتر أفضل من جر المنطقة إلى حرب مع إيران. دول الخليج العربية لها ألف شكوى وشكوى من إيران، إلا أنني لا أرى أنها تريد حرباً معها، بل تريد مع الولايات المتحدة الضغط عليها لتنفذ ما تطلبه المجموعة الدولية وهذا يشمل عدم زيادة تخصيب اليورانيوم.