مرحلة رفعت الأسد قد بدأت في سورية وهي مرحلة خاصة و داخل بنيتيّ العائلة و الطائفة
 
دفع رفعت الأسد من الحدود العراقية – السورية بقوافل من الإغاثة للشعب السوري وبحماية كُردية في اشارة أميركية و اضحة على تعديل المناخ السياسي في سورية بعد أن نام الروس على سرير الأسد الصغير وظنوا أن الأوراق كلها احترقت في سورية ولم يعد هناك سوى قسم خارجة عن طوع النظام وما هي الاّ ساعات ويسقط الريفين الحموي و الإدلبي بعد أشهر من الكرّ و الفرّ لم تنفع معها الطائرات الروسية و لا الصواريخ الموجهة ولا العمليات المتتالية لشراذم النظام في الوصول الى مواقع استراتيجية ترفض كل من تركيا و ايران وصول الروس اليها كونها مخلّة بالتفاهمات بينهم والداعية الى خفض مستوى التوترات على الآخر وعدم التفكير في دخول إدلب آخر حصن استراتيجي لتركيا .
 
في العودة الى رفعت الأسد ثمّة مفاجأة غير سارة للروس و لبشار الأسد كون الولاء العلوي في معظمه يدين لرفعت الأسد كم أن الجيش السوري سواء كان مع النظام أو مع الحرّ يرى في رفعت الأسد ما لا يراه في بشار وله تجربة مع الأول كانت واعدة بمسك النظام بعد حافظ الأسد كما أن حزب رفعت الأسد حيّ يرزق في الساحل السوري وجبال العلويين نتيجة علاقة متينة تعطي شقيق حافظ حقه في السلطة بعد أن حرمه منها بداية مع باسل ومن ثمّ من خلال تولية بشار للدولة و الحزب و العائلة و الطائفة بقوّة الغصب السياسي و الأمني وثمّة من يشير الى ضلوع رفعت في مصير باسل كما أن نفي رفعت من قبل حافظ لم يلغ حضوره من الجيش و الأمن و الطائفة و العائلة وثمّة موالون لرفعت في كل مفاصل سورية .
 
 
يبدو أن مرحلة رفعت الأسد قد بدأت في سورية وهي مرحلة خاصة و داخل بنيتيّ العائلة و الطائفة وبالتالي هي مفصل أساسي بالنسبة الى المراهنين على تغيرات داخل بيت الأسد كونها تعطي الحل الأمثل لتلبية رغبة التخلص من بشار الأسد بعد أن أمسى و أصبح قاتلاً محترفاً لشعبه من خلال المحرمات الكيماوية واستخدامه لمادة السارين كما هي نتائج اللجان الدولية المتعاقبة على معرفة  الجهة المستخدمة لغاز السارين في سورية .
 
يقضي مستقبل سورية السياسي التخلص من وجوه النظام البارزة أيّ من بشار وطقمه السياسي و الأمني و الإتيان بوجوه جديدة من سنخ النظام بعد أن سقطت محاولات البدائل من العلمنة المدنية الى الأخوانة و استقرّ الأمر على إبقاء النظام بصورته العسكرية كما ترتقي الولايات المتحدة و " اسرائيل " وهذا ما يرضي روسيا المنزعجة من تغير الرئيس يشار الأسد و لكنها لا تملك فرصة المحافظة عليه لهذا عبّر بوتين أكثر من مرّة أنّه غير متمسك بشخص بقدر ما هو متمسك بنظام حليف .
 
إن المرحلة القادمة ستؤكد أو ستنفي نيّات أميركا حيال سورية في تصحيح المسار السياسي لصالح رفعت الأسد لا بشار الأسد وفي هذا خلط لأوراق كثيرة و لتحالفات عديدة بين الحلفاء و بين الخصوم باعتبار رفعت الأسد مادة سجالية بالنسبة للمعارضة السورية و بالنسبة للعرب المعنيين مباشرة بمصير النظام و الذين يتطلعون دائماً الى نظام غير مرتمي في أحضان إيران لذا فهم يوافقون سلفاً على أيّ عنصرجديد يُبعد سورية عن إيران .