استقبل متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الارثوذكس المطران الياس عوده، في دار المطرانية، رئيس لجنة الإدارة والعدل النائب جورج عدوان الذي قال بعد الزيارة: "رغبنا اليوم في أن نلتقي سيادة المتروبوليت الياس الجزيل الإحترام، لكي نتشاور معه ونقوم بجولة أفق على كل القضايا الوطنية، لأننا نحتاج اليوم إلى رأيه الحكيم لكوننا نمر في مرحلة صعبة وطنيا إن على المستوى المالي أو الإقتصادي والمعيشي، إضافة إلى أننا نمر في مرحلة دقيقة جدا تتطلب إصلاحا على كل المستوى الوطني. كلنا نعلم أن سيدنا هو من أكثر الأشخاص الداعين إلى الإصلاح ووجوب قيام مؤسسات الدولة. لكن مؤسسات الدولة لن تقوم إلا إذا رفعنا يد السياسة عن الدولة، ويد الاستتباع السياسي عن طريق اختيار الأكفياء في كل مواقع الدولة. يجب أن تكون هناك آلية في موضوع التعيينات، ويجب أن تحترم هذه الآلية، وأن يختار الكفوء. لا يمكننا الكلام على مكافحة فساد أو على إصلاحات في مؤسسات الدولة إن لم نأت بالأكفأ من الطوائف كافة، فيقوم هؤلاء الأكفياء باستنهاض الدولة. محاربة الفساد تسير بحسب خطيين متوازيين: خط القضاء وخط إختيار الأشخاص الأكفياء في مواقع الدولة. تحدثنا مطولا في هذه الأمور، وكانت وجهات النظر متقاربة، واتفقنا على متابعة اللقاءات حتى نستنير دوما برأي سيادته وأمثاله من الأشخاص الذين لديهم رؤية متجردة في قضايا الدولة فتعم الإفادة. في النهاية نحن جميعا نسعى إلى مصلحة وطننا، الذي لا يقوم إلا ببناء مؤسسات بعيدة عن أي تدخل واستتباع".

سئل: هل أقنعكم الرئيس سعد الحريري بما تم التوافق عليه مع الوزير جبران باسيل بما يخص الحصة الشيعية في التعيينات؟
اجاب: "في ما يتعلق بالتعيينات، نحن لدينا مقاربة واضحة جدا في كل الحصص. لا توجد حصة شيعية أو سنية أو مسيحية. يجب أن توضع آلية لكل الحصص، بحيث يتم إختيار الأفضل بعد أن يكون قد طرِح أكثر من إسم واحد، فيؤتى بالأسماء إلى مجلس الوزراء فيبدي كل الوزراء آراءهم في الموقع، سواء أكان سنيا أو شيعيا أو مسيحيا أو درزيا. هذه هي الطريقة الأنسب، لأننا إذا لجأنا إلى الطريقة التي تختار بها كل طائفة أو مذهب سياسييها أو الأشخاص التابعين لها، نكون في صدد استتباع الدولة، لا في صدد تحصين الدولة بل زعزعتها"".

ماذا تضمنت رسالة الدكتور جعجع إلى الرئيس عون؟
"الرسالة هي في الإتجاه نفسه الذي نتكلم عليه ونعقد لقاءاتنا على أساسه. نحن ندعم فخامته كحام للدستور ورئيس للمؤسسات. أيضا تحدثت الرسالة عن وجوب وضع آلية كي تكون الدولة للأكفأ من أبنائها وليس لذوي الوساطات". 


قيل له: ثمة مصادر تقول إنها رسالة لإعادة توجيه مسار الوزير باسيل السياسي، فأجاب: "نحن لا ندخل أبدا في القضايا الشخصية، لكننا نطرح المبادئ دائما، وننطلق منها، ونطبقها. ليست لدينا أي مقارنة تتعلق بشخصنة الأمور".

سئل: ثمة تنحية للحزب التقدمي الإشتراكي في إطار المشاورات التي تجرى على صعيد التعيينات، فما موقف "القوات اللبنانية" من هذا الموضوع؟

أجاب: "نحن نريد مشاركة الكل. الحزب الإشتراكي من الأحزاب الفاعلة وطنيا، كما في الجبل، ويجب أن يكون رأيه مسموعا، ضمن ما نتحدث عنه. أنا أظن أن الحزب الإشتراكي يؤيد المجيء بالأكفياء من كل الطوائف. كما أعتقد أنه لا يمكننا عدم الإستماع إلى رأي الناس الفاعلين، ضمن السياق الوطني الذي نتحدث عنه والذي يتجاوز المذاهب والطوائف".