أوساط رئيس الحكومة: إن تفعيل العمل الحكومي في هذه المرحلة هو الهدف الأساس للرئيس الحريري
 

فيما وصِفت أجواء جلسة مجلس الوزراء أول من أمس الثلاثاء بالهادئة سياسيًا والمنتجة عمليًا، واعتبرت بمثابة استجابة فورية على الأقل للدعوة الملحة إلى التضامن الحكومي في مواجهة الإستحقاقات التي ‏أطلقها رئيس الوزراء سعد الحريري في مداخلته التي اكتسبت دلالات بارزة، كما أدرجت في إطار المفاعيل التي ‏تركها لقاء الساعات الخمس بين الحريري ووزير الخارجية جبران باسيل الإثنين الماضي.

قال مرجع سياسي نقلًا عن صحيفة "الجمهورية" أنّ "وضع الحكومة لا تحسد عليه جرّاء التباينات الحادة بين مكوناتها، واذا كان لقاء الخمس ساعات بين الرئيس سعد الحريري والوزير جبران باسيل قد أوحى بأنّ الجسور عادت وفتحت بين الجانبين وتحت مظلة التسوية السياسية المشتركة بينهما، ففي تجربتنا اللبنانية لا يمكن القول أنّ الأمور ثابتة بشكل نهائي، فالتسوية منذ انعقادها بَدت أنها صلبة لا تمس، لكنها سرعان ما تعرضت للتشظي، والآن بعد لقاء الحريري - باسيل يمكن القول أنّ التسوية دخلت في هدنة، ولا نعرف كم سيستمر وقف إطلاق النار، ويمكن أن نشهد تبدلًا في هذا الوضع عندما يطرح موضوع التعيينات على بساط البحث الجدي، يعني أنّ الاختبار الحقيقي للتسوية هو عندما يطرح ملف التعيينات".

وبحسب الصحيفة، فقد أكدت أوساط رئيس الحكومة أن "تفعيل العمل الحكومي في هذه المرحلة هو الهدف الأساس للرئيس الحريري، وصولًا إلى معالجة كل الملفات التي تمكّن لبنان من الخروج من أزمته والوضع الاقتصادي الصعب الذي يعانيه".

وفي السياق ذاته، أكدت مصادر وزارية أنّ "المهمة الاساس امام الحكومة، ورئيسها على وجه الخصوص، هي استعادة التضامن بين الوزراء، الذي فقد في الآونة الأخيرة، وهو الشرط الأساس ليس فقط لإستمرار الحكومة واستعادة ثقة اللبنانيين بها، بل لاستعادة ثقة المؤسسات الدولية بها وبتوجهها، علمًا أنّ بعض المؤسسات الدولية بدأت تثير شكوكاً حول الحكومة وقدرتها على العمل الجدي ومعالجة المشكلات، وخصوصًا التعهدات التي أطلقتها في مؤتمر سيدر، والاصلاحات التي تعهدت بها، والتي لم تدخل أي منها حيّز التطبيق والايفاء بها".

في مقابل ذلك، توقعت مصادر وزارية نقلًا عن صحيفة "الشرق الأوسط" أن "تؤدي المشاورات التي يجريها الحريري إلى إحداث نقلة نوعية من شأنها أن تعيد الاعتبار للحكومة وتفتح الباب أمام تفعيلها باتجاه التعويض عن الشلل الذي أصابها من جراء إقحامها في سجالات كانت في غنى عنها بزيادة منسوب إنتاجها بما يمكّنها من الإفادة من المقررات الصادرة عن مؤتمر سيدر لمساعدة لبنان للنهوض من أزماته الإقتصادية والإجتماعية".