يبدو أن مصير صورة المستقبل على أسوأ من مصير تلفزيون لبنان وهنا تبرز خسارات المستقبل المتلاحقة من السياسة إلى الإعلام
 

مع الشهيد الرئيس رفيق الحريري اشتدت أدوار الوسائط التي أسّسها وخاصة في الوسط الإعلامي وكانت ثلاثية الكلمة أقوى من أيّ سلاح آخر فنجحت جريدة المستقبل وتلفزيون المستقبل وإذاعة الشرق وشكلت شبكات رأي جديدة دفعت بتيّار المستقبل وتيّار الرئيس الحريري الى مستويات سياسية متقدمة قلّ ما شهدتها التجربة اللبنانية في أن يصعد تيّار ناشىء بسرعة هائلة إلى مقدمة التيارات السياسية العريقة والتي شكل قتالها في الحروب الداخلية بروزاً لها في حين أن بروز تيّار الحريري جاء على أجنحة حمام السلام.

مع اغتيال الحريري وقيام ثورة الأرز لعبت وسائط الإعلام الحريري الدور المتقدم في التعبير والتحضير والتنشيط لرأي عام لبناني أكثري احتشد خلف جبهة 14 آذار مؤمناً بشعارات الحرية والسيادة وبعد مُدّة أصاب المستقبل الاعلامي مرض الفقر فبدأ بالهبوط البطيء أولاً ومن ثمّ السريع الى أن وصل الى خاتمة مؤلمة لجريدة المستقبل ولحزن غير مأسوف عليه من قبل المعنيين في تيّار المستقبل لتلفزيون شكل لسان المستقبل والحريرية السياسية وجبه 14 آذار من خلال انتهاء الدور الريادي لشاشة كانت في صدارة الإعلام اللبناني وباتت حضوراً مضمراً لا يراه الاّ من أصرّ على مشاهدة شاشة معتمة وبلا ألوان لفقدان عناصر القوّة الاعلامية ولسقوط مشروعات المستقبل والحريرية السياسية وجماعات 14آذار.

إقرأ أيضًا: جنبلاط وذو القرنين

قرّر العاملون في محطة المستقبل إطفاء بقيّة الضوء في الشاشة بعد أن مروا بظروف مالية صعبة أخرجت الكثيرين من الوازنين في التلفزيون ودعت الباقين فيه الى تحمل الخسارات على حساب خلل في الدعم المطلوب وهذا ما وضع مستقبل صورة التيّار في مهب رياح سوداء عطلت باستمرار من أدوار الاعلام المرئي عند تيّار المستقبل.

يبدو أن مصير صورة المستقبل على أسوأ من مصير تلفزيون لبنان وهنا تبرز خسارات المستقبل المتلاحقة من السياسة الى الإعلام وهنا يفقد أهم سلاح عصري دفاعي وهجومي في نفس الوقت دون أن تهتز "كرافتات" القيادات المعنية و التي تستطيع من خلال إمكانياتها الذاتية توفير أهم دعم لإعلام تيّار المستقبل.

إقرأ أيضًا: مات مرسي رحم الله مصر

إن تيّاراً بلا إعلام يعني أنّه تيّار بلا هوية في مرحلة يلعب فيها الإعلام الدور الأساسي في مجالات الحياة كافة ولا يمكن الإستغناء عنه لأنه ضرورة الضرورات ومن يعتم نوراً يعيش في الظلام وهذا ما حصل مع تيّار كان في النور وتحت الضوء وبات في الظل المتبقي.

لم يعد إعلام تيّار المستقبل أو ما تبقى منه يعكس حالة التيّار الداخلية ويكشف عن عجزه بعد انتكاسات وخيبات أمل كثيرة ومتلاحقة وبعد أن خسر كل معاركه ولم يربح معركة واحدة وأنهى جميع تحالفاته ليصبح أسير مصالح سياسية محصورة برئاسة مشروطة.

لهذا تعصف خبائث الرياح في زوايا تيّار كان في الطليعة وقائداً لمرحلة سياسية مهمّة وبات مستلحقاً سياسياً يجرّ أذيال خسائره وراء مصالح خاصة جداً.