جنبلاط يغرد حول تقاطع القرن الفلسطيني بالقرن اللبناني بين صفقة أميركية تعمل لبيع فلسطين بالكامل لليهود وبين صفقة داخلية توزع الثروات اللبنانية كاملة على أرباب وعائلات وأصهرة وشبكات زعامات تسوية القهر والذُل والاستسلام
 

يتقن الزعيم وليد جنبلاط قيادة المعارضة أكثر مما يتقن مهنة السلطة لهذا يُبدع في التغريد وفي شك الأبر الموجعة لخصوم لا تنفع معهم العقاقير كونهم من تماسيح البشر ومن الصعب اختراق السماكة التي تغطي هؤلاء المتمسحين من سياسيين يافعين ومسترزقين على أبواب السياسة، ورغم ذلك لسُم السياسة الجنبلاطية مفعول دائم على العقول والقلوب وتأثير كبير على ايقاع السياسة في لبنان، وكونه يقول ما لا يستطيع زعيم أو مسؤول قوله سواء ما هو متصل بسياسات لبنان الداخلية أو الخارجية نتيجة تربية سياسية تشربها من والده كمال جنبلاط، كما أن الآخرين هم أيضاً نتيجة تربية موروثة ربتهم على الطاعة العمياء لأولي الأمر والنعم.

إقرأ أيضًا: الجميل: من يقف وراء باسيل هو المسؤول

لذا يتنقل جنبلاط على حبال السياسة كونه لا يعرف فن النطّ على حبل واحد كما هو ديدن اللاعبين على حبال السياسة في لبنان لهذا نرى جنبلاط مع وضدّ ولا تكون مواقفه ثابتة تجاه علاقة محلية أو إقليمية أو دولية فهو كان حليفاً لسورية وبات من ألدّ أعداء النظام السوري وكان ضدّ المملكة العربية وهو الآن أحد أهم حلفاء المملكة وكان مقاتلاً للكتائب والقوّات اللبنانية وعقد معهما حلفاً في أحلك الظروف السياسية ووقف الى جانب مقاومة حزب الله وهي محاصرة بسياسات سورية ولبنانية ومن ثمّ تركها عندما دخلت لعبة المصالح الاقليمية ووقف الى جانب ايران أيّام محنتها وقلّة حلفائها وتخلى عنها عندما باتت هلالاً للشيعية السياسية، حالف نبيه بري صنوه التاريخي ومن ثم اشتعل معه في زواريب بيروت ومن ثم عاد الى حضن الرئيس بري الدافىء دائماً لجنبلاط والاشتراكي ولم يهضم يوماً التيّار العوني وهذا غريب عن معجم جنبلاط السياسي اذ انه ما يزال على مزاج ثابت وغير متقلب مع التيّار آمن بالرئيس رفيق الحريري مفتاحاً للتنمية ومن ثمّ بالحريرية السياسية كمرجعية وطنية ومن ثمّ هرع من سوء سياسة المستقبل وتقلبت أحواله مع الرئيس سعد الحريري بين صحو ومطر.

إقرأ أيضًا: مات مرسي رحم الله مصر

هو صديق تاريخي لروسيا الشيوعية ومن ثمّ لروسيا المافياوية وثبت مع الروس زمن الاتحاد السوفياتي واختلف مع روسيا الناهشة بلحم الشعب السوري وكان ومازال خصماً للرأسمالية وخاصة بوجهها الأميركي ولكنه خضع لموازين القوّة الدولية وتعاطى مع الأميركيين الذين ظنهم أصدقاءً في مرحلة سياسية مشتركة لكنه تفاجأ بأميركي عبثي يهدم مصالح أصدقائه لصالح أعدائه وأعدائهم.

أمس غرّد  جنبلاط قاطعاً بتقاطع القرن الفلسطيني بالقرن اللبناني بين صفقة أميركية تعمل لبيع فلسطين بالكامل لليهود وبين صفقة داخلية توزع الثروات اللبنانية كاملة على أرباب وعائلات وأصهرة وشبكات زعامات تسوية القهر والذُل والاستسلام.