أثار مرسي امتعاض الإيرانيين عند ما راسل رئيس الكيان المحتل وعبر عن نفسه بأنه صديق للسفاح شمعون بيريس، ثم أثار سخط الإيرانيين بإعلانه عن قطع العلاقات الدبلوماسية مع سوريا وإغلاق السفارة السورية في القاهرة.
 

في حين أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عبر عن محمد مرسي بأنه شهيد فقد حياته في سبيل قضية آمن بها وتهجم على الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي محملًا عليه مسؤولية مقتل محمد مرسي يبدو أن الوضع في إيران مختلف جدًا تجاه وفاة الأخير. حيث تجاهل الرئيس الإيراني حسن روحاني وفاة الرئيس المصري السابق واكتفى المتحدث الرسمي للخارجية الإيرانية عباس موسوي بتوجيه التعازي للشعب المصري وأسرة مرسي بالقول: "ان الجمهورية الإسلامية الإيرانية ومع احترامها لآراء الشعب المصري العظيم الواعي تقدم التعازي بوفاة المرحوم محمد مرسي إلى الشعب المصري وأسرته واحبائه".

هذا التجاهل الواضح تجاه وفاة الرئيس الإخواني السابق خلال محاكمته القضائية يعود سببه أولًا إلى سياسة الرئيس مرسي تجاه القضية الفلسطينية وتردده في اتخاذ موقف متين من الكيان الصهيوني، واثار مرسي امتعاض الإيرانيين عند ما راسل رئيس الكيان المحتل وعبر عن نفسه بأنه صديق للسفاح شمعون بيريس. 

إقرأ أيضًا: حرب الناقلات النفطية؛ من هو المستهدف؟

ثم أثار مرسي سخط الإيرانيين بإعلانه عن قطع العلاقات الدبلوماسية مع سوريا وإغلاق السفارة السورية في القاهرة. 

وقد سبق مرسي قبل ذلك بزيارة طهران خلال قمة دول عدم الانحياز في العام 2012 دون أن يلتقي المرشد الأعلى بالرغم من أن إيران دعمت الإخوان في جميع المراحل خاصة في الانتخابات الرئاسية المصرية التي فاز فيها مرسي بفارق بسيط على منافسه أحمد شفيق. 

وكان الإيرانيون يتوقعون ان يعرف مرسي الجميل الذي قامت به إيران بعد وصوله إلى القصر الرئاسي ويسمح لتعزيز العلاقات مع إيران ولكن الرئيس مرسي ظل مترددا وخائفا من التطبيع الكامل مع إيران بالرغم من أن قلبه كان معها وفتح أبواب مصر أمام السواح الإيرانيين التواقين إلى زيارة الأهرام ورأس الحسين وساحة الأزهر وما إلى ذلك من الأماكن الأثرية والمقامات. 

أما المسؤولون الإيرانيون كانوا يطالبون بالمزيد وهو أولًا استئناف العلاقات الدبلوماسية وثم تكوين شراكة إستراتيجية بين البلدين. 

إقرأ أيضًا: لاريجاني يتوقع نشوب الحرب بين أمريكا وإيران

ان أحد المسؤولين الإيرانيين عند ما زار الرئيس مرسي في القصر الرئاسي قد انتبه أن طاقم القصر الرئاسي هو طاقم محمد حسني مبارك وتساءل مستغربًا: "ان الطاقم في القصر الرئاسي هو ذاته في عهد مبارك، فماذا تغير؟!".

هذا التساؤل يختصر أسباب سقوط مرسي، أنه لم يغير شيئًا، لا في القصر ولا في الجيش.

كانت حكومة الإخوان مشروعا لنموذج مشابه للجمهورية الإسلامية الإيرانية في نسختها السنية ولكن الرئيس مرسي وإخوانه لم يستغلوا الفرصة وضيعوها كما ضيعوا ثقة الشعب المصري وهذا ما لفت إليه المتحدث باسم لخارجية الإيرانية خلال تقديم التعازي عند ما أكد على احترام الجمهورية الإسلامية لإرادة الشعب المصري العظيم.