حميدتي يعتبر فض الاعتصام الخرطوم فخا نُصب لقوات “الدعم السريع″ ويتوعد بإعدام المتورطين.
 
أكد نائب رئيس المجلس العسكري الانتقالي في السودان، الفريق أول محمد حمدان دقلو الملقب بـ”حميدتي”، استعداد المجلس لتشكيل حكومة كفاءات تشمل جميع أطياف الشعب السوداني، فيما بدا ردّا على موقف التحالف المدني الذي يصرّ قدما على موقفه لجهة تسليم كامل السلطة له، في إقصاء للمنظومة العسكرية.
 
وقال حميدتي لدى مخاطبته “لقاء أهل السودان لدعم المجلس العسكري وحماية الثورة”، إن المجلس الانتقالي جاهز لتشكيل حكومة تكنوقراط في أسرع وقت، وتشمل جميع السودانيين.
 
وأضاف قائد قوات الدعم السريع الذي يشكل أحد مكونات الجيش السوداني “رسالتنا هي جمع الشمل في السودان ومواجهة الجهوية والعنصرية في البلاد”.
 
وشدد حميدتي على أن المجلس العسكري الانتقالي يسعى لإجراء انتخابات حرة ونزيهة بمراقبة دولية. واستطرد “يجب إيجاد حل الآن، لأن البلاد لا تتحمل الفراغ أكثر من ذلك”.
 
وكان المجلس العسكري والتحالف المدني الممثل في إعلان الحرية والتغيير قد توصلا إلى جملة من التفاهمات من بينها منح المدنيين صلاحيات تشكيل مجلس تشريعي وحكومة، فيما ظلت الإشكالية حول من سيتولى قيادة المجلس السيادي حيث يصر كلا الطرفين على أن تكون الكلمة الفصل له.

وازدادت الأمور سوءا بين الطرفين حينما جرى فض اعتصام للآلاف من المدنيين بالقوة في الثالث من يونيو أمام القيادة العامة للجيش في العاصمة الخرطوم، ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى.

وتحمل قوى الحرية والتغيير قوات الدعم السريع المسؤولية عن فض الاعتصام وتطالب بضرورة فتح تحقيق دولي في الغرض قبل العودة إلى طاولة المفاوضات.

واعتبر نائب رئيس المجلس العسكري الانتقالي في السودان، أن فض الاعتصام، أمام مقر قيادة الجيش بالعاصمة الخرطوم، هو فخ نُصب لقوات “الدعم السريع″.

وقال الجنرال “حميدتي” في الخطاب الذي بثّه التلفزيون الرسمي “نحن نعمل جاهدين لإيصال الذين قاموا بذلك إلى حبل المشنقة” مشيرا إلى كل شخص “ارتكب أي خطأ أو أي تجاوز”.

وأضاف حميدتي، مشكلتنا في التفاوض (مع قوى التغيير) هي تشكيل مجلس تشريعي غير منتخب يريد استبعاد المنظومة العسكرية.

وتتهم قوى التغيير المجلس العسكري بالإصرار على الهيمنة على عضوية ورئاسة مجلس السيادة، أحد أجهزة الحكم المقترحة في المرحلة الانتقالية.

وتابع حميدتي “نخاف أن يتمزق السودان، ونسعى إلى توفير الأمن، لأن هنالك من يريد للسودان أن يغرق في الفوضى”.

ومثل الاعتصام أمام مقر قيادة الجيش إحدى أدوات قوى التغيير للضغط على المجلس العسكري، لتسليم الحكم إلى سلطة مدنية.

وأردف حميدتي “نطالب شباب الثورة بالتصدي للمشهد السياسي، ولا بد للأحزاب العريقة أن تتحمل مسؤوليتها الوطنية، وبابنا مفتوح لها”.‎

وأعلن حميدتي، خلال تجمع شعبي شمالي الخرطوم السبت، أن المجلس العسكري يمتلك “تفويضا شعبيا” لتشكيل حكومة تكنوقراط.

ويرى مراقبون أنه على الطرفين التخلي عن سياسة الهروب إلى الأمام وتقديم تنازلات خاصة وأن المرحلة خطيرة جدا وقد تقود إلى حالة من الفوضى لا تُعرف نهاياتها، خاصة وأن هناك قوى داخلية ممثلة في المنظومة القديمة من صالحها هذا الانسداد، للعودة مجددا إلى المشهد وفرض نفسها بالقوة.

وفي خضم التجاذبات بين المجلس العسكري والتحالف المدني ظهر الرئيس المعزول عمر البشير للمرة الأولى الأحد، منذ الإطاحة به خلال اقتياده من السجن إلى نيابة مكافحة الفساد.

وذكر شهود عيان أن البشير الذي كان يرتدي الملابس السودانية التقليدية، الجلباب الأبيض والعمامة، اقتيد في سيارة تويوتا لاند كروزر إلى مكتب النيابة المكلفة بقضايا فساد في العاصمة الخرطوم.

وأطاح الجيش بالرئيس عمر البشير واعتقله في 11 أبريل بعد 16 أسبوعا من الاحتجاجات على حكمه الذي دام 30 عاما. وهو محتجز بسجن في خرطوم بحري في الجهة المقابلة من وسط العاصمة عبر النيل الأزرق.

ونقلت وكالة الأنباء الرسمية "سونا" الخميس عن مسؤول لم تذكره أن من بين التهم التي يواجهها البشير حيازة النقد الأجنبي والتكسب بطرق غير مشروعة وإعلانه حالة الطوارئ، وقتل متظاهرين أثناء قمع الاحتجاجات التي بدأت في ديسمبر.