لفت وزير ​الدولة​ لشؤون التجارة الخارجية ​حسن مراد​ خلال رعايته الغداء السنوي الثاني للجامعة ال​لبنان​ية الدولية في ​اقليم الخروب​ إلى أن "هذه المنطقة عزيزة علينا كثيرا، فالوالد ابو حسين يحبها كثيرا، وتربينا نحن أيضا على حبها. اقليم الخروب الغني برجاله ونسائه وتاريخه، هذا الاقليم الذي نعتبره الأخ التوأم للبقاع بعشقه للعروبة، والذي اقترن إسمه بأنه اقليم القائد العربي الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، فنحن نعيش هما واحدا ومصيرا واحدا"، منوهاً بـ"طاقات الاقليم وتفوق طلابه ورجاله الذين دائما يرفعون اسم لبنان. الإقليم خزان العلم والإدارة ومن اكثر المناطق تحصينا للعلم في وطننا، وهو صورة مصغرة عن الوطن بمكوناته واهله الذين يعيشون مع بعضهم البعض بمحبة وسلام وانسجام، وهذا يعطينا أملا كبيرا بأن وطننا ما زال بخير، لأن هذا ما يريده شعبه الطيب".

ورأى أن "مشكلة لبنان ببعض سياسييه الذين اذا أوقفوا اللعب بعواطف الناس والحديث ب​اللغة​ المذهبية والطائفية، واعتمدوا اللغة الوطنية الجامعة، يكون لبنان بألف خير"، مشيراً إلى أن "التعددية والتنوع دليل صحة، وحتى انه روي عن الرسول عندما قال:" إختلاف أمتي رحمة"، فأكيد ان الاختلاف لا يعني الخلاف، بل هو تعدد الآراء في سبيل المصلحة العامة، وهو احترام الرأي والرأي الآخر والحفاظ على الجماعة سواء بوطن او حزب او طائفة او مذهب. واذا اتفقنا على المشتركات التي تجمعنا سنجدها اكثر بكثير من الاختلافات التي تفرقنا، فكلنا نتفق على وحدة لبنان وعروبته ووحدة مؤسساته، وفي طليعتها ​الجيش​ البطل وكل ​القوى الأمنية​، لأنهم الضمانة للوطن وأمان المواطن، وأكبر دليل على هذه الوحدة، تعميدها بدم الشهداء الذين سقطوا دفاعا عن لبنان في ​مدينة طرابلس​ أخيرا في مواجهة ​الإرهاب​ التكفيري، وكلنا نتفق على ضرورة ​مكافحة الفساد​ والهدر فعلا لا قولا، وتعزيز سيادة القانون الذي لا يحمي احدا من الفاسدين، كما نتفق معكم على احتضان قضايا العرب وفي مقدمتها التي لن نحيد عنها ​القضية الفلسطينية​، وهنا أتمنى ان يكون هناك إجماع على ان الكيان العبري ليس دولة أمر واقع، ونستطيع بإجماعنا ان نردع عدوانه، طالما هناك جيش وشعب ومقاومة، وتحرير أرضنا في العام 2000 اكبر دليل على هذا الأمر".

وأشار إلى أن "الإقليم جزء عزيز من لبنان، ويعاني الكثير من الأمور ك​الكهرباء​ والطرقات و​المياه​ والوضع البيئي و​النفايات​ وغيرها من المعاناة والمشاريع، وانا لن اكون الا صوت الاقليم وصوت معاناة الاقليم، فنحن منذ 50 عاما بدأ عملنا من خلال مكتب الوزير السابق ​عبدالرحيم مراد​ عبر مشروع تنمية الإنسان بالتربية، وانتشرت مؤسساتنا التربوية على كامل مساحة لبنان، لأن شعارنا هو التعليم حق للجميع، ويجب ألا تبقى اي منطقة في لبنان محرومة من هذا الحق، كما اعتبرنا ان تمثيلنا النيابي ليس تمثيلا لمنطقة فقط، بل هو تمثيل لأهلنا وناسنا في كل ربوع الوطن، من هنا نلتقي معكم لنقول ان منطقة اقليم الخروب لها حق علينا، وعلى المسؤولين اعطاءها الاهتمام الذي تستحقه، فهذه المنطقة لم تقصر ابدا تجاه الدولة وهي مقلع ​الكفاءات​ العلمية والمهنية والقضائية والإدارية والعسكرية، جئنا اليكم بمؤسسات علمية، كانت وستبقى في خدمتكم. سنقف الى جانبكم لنطور علاقتنا معكم ونعمل على تأمين حقوقكم ضمن الإمكانات للدولة الغائبة عنكم منذ سنوات، ونحن اذا وعدنا نوفي بوعدنا. لا نتذكر أهلنا ونزورهم فقط في الإنتخابات فتفكيرنا وهمنا معكم في اقليم الخروب".

وأضاف مراد: "يدنا بيدكم اليوم وغدا، لكي نبني لبنان وتزدهر هذه المنطقة. نحن نعلم المنطقة من ساحلها الى جبلها جيدا، ونعلم تضحيات اهلها منذ ​الاستقلال​ وحتى يومنا هذا، مرورا بثورة العام 1958 في مواجهة حروب التقسيم ومقاومة العدو الصهيوني قبل الاجتياح في العام 1982 وبعده. نسعى من موقعنا الحكومي إلى تعديل جودة إنتاجنا الوطني ب​الصناعة​ و​الزراعة​ وكل ما له علاقة بتعزيز اقتصادنا لكي نتمكن من تصدير إنتاجنا الى الاسواق العربية، برا من بوابة الشقيقة ​سوريا​، التي هي البوابة الوحيدة للبنان على البلاد العربية، ونتمنى ان يعم السلام كل سوريا وتعود لدورها ولعلاقاتها العربية مع كل الأشقاء العرب، لأن قوتنا من قوة تضامنا، وبالأخص تضامن عواصم الأمة الأربع، ​القاهرة​ و​بغداد​ و​الرياض​ ودمشق، وخصوصا في هذا الظرف الذي يمر علينا ويهول فيه ب​صفقة القرن​"، مؤكداً أن "صفقة القرن ستتكسر كما تكسر غيرها، وكل من يقبل بها يوجه صفعة لكل تضحيات الشرفاء بالأمة على مدى التاريخ وأطمئنكم انها لن تمر طالما هناك طفل مقاوم يحمل الحجر بوجه الدبابة وآلة الحرب الصهيونية، وطالما هناك شباب يتمسكون بشعار القائد المعلم جمال عبدالناصر "ما أخذ بالقوة لا يسترد بغير القوة".