أكد وزير الشؤون الإجتماعية ريشار قيومجيان انه يجب أولاً دفع مستحقات الجمعيات ومؤسسات الرعاية المتعاقدة مع "الشؤون" في وقتها فالموظف لا يمكنه أن ينتظر سنة أوستة أشهر ليتقاضى مستحقاته. وطمأن بأن عقود سنة 2019 يجب أن تكون الأسبوع المقبل على مكتبه بعد إنهاء كافة إجراءات الدولة، متعهداً متابعة الموضوع شخصياً مع ديوان المحاسبة ووزارة المال وآملاً أن لا تطول مدة إجراءتها الإدارية كي تتحقق.

وخلال مشاركته في "ترويقة شغل البيت" التي نظمتها جمعية "واحة الفرح" لذوي الاحتياجات الخاصة في حديقة مشغلها في بلدة بكفتين، برعاية متروبوليت طرابلس والكورة وتوابعهما للروم الأرثوذكس المطران أفرام كيرياكوس، اكد قيومجيان ان كل جمعيات الرعاية في لبنان لم يعد بمقدورها أن تستمر بكلفة سنة 2011 فالكلفة المادية تختلف ما بين سنة 2011 وسنة 2020 وهي تتجه نحو تزايد، واردف: "هذا الامر لا يقع على عاتقكم إنما هو واجبنا وواجب الحكومة من حيث تأمين الموارد والإيرادات لتغطية هذه النفقات".
واضاف: "هذه هي النقاط الأساسية التي أحببت أن أطمئنكم من خلالها اننا نسعى وبالتعاون والتكافل مع جمعيات الرعاية كافة ليس فقط الـ 103 جمعيات التي تهتم بذوي الإحتياجات الخاصة لا بل أكثر من 300 مؤسسة التي تعنى بالإنسان اللبناني ويجب الا تنحصر بفئة معينة هناك الكثير من الفئات كالأيتام، المسنين، النساء المعنّفات، الأحداث الذين لا أهل لهم والأحداث الذين يخرجون من السجون وينخرطون في المجتمع كل هذه الشرائح. الدولة لا تملك المؤسسات رسمية تهتم بها وهنا يكمن دور هذه الجمعيات التي تقوم بهذه المهام وأضعف الإيمان أن نكون إلى جانبها".
قيومجيان اعتبر في كلمته أن قرى الزيتون هي بركة وفي ظل رعاية الآباء سيبقى الزيت هو بركة مقدسة إلى الأبد وهذه المؤسسة ككل المؤسسات ومن أبسط واجباته أن يكون إلى جانبهم وحضوره ليس سوى تأكيداً على دعمه. واضاف: "لكن هذا الدعم يقع تحت مسؤولية كبيرة ولا يكفي أن نزور جمعيات ومؤسسات تعنى بإنساننا فكما يتوجب على المواطن أن يتمّم واجباته تجاه الدولة كذلك يجب على الدولة أن تقوم بواجباتها تجاه المواطنين".
وتابع وزير الشؤون: "بدوري أطمئنكم كجمعية أنني في السابق وخلال الأزمة الأخيرة قمت بزيارة "سيزوبي" واليوم أنا في الشمال وفي الأسبوع الماضي كنت في الجنوب. سأزور هذه المؤسسات ولن أسميها بجمعيات لأن المؤسسات متجذّرة في تاريخ هذا البلد وهي تقوم بواجباتها ولها هيكليتها ومالها وعملها وهي ليست بجمعية هدفها إقامة مآدب العشاء كما نجتمع اليوم على "الترويقة" فنحن نلتقي اليوم لنؤكد أن هذه المؤسسة باقية بدعم المحبين الملتفين حولها لإبقائها وهنا كانت العبرة من لقائنا".
وأضاف: "إن الدعم الذي تقدمه الدولة اليوم ليس بكافٍ وأنا اليوم ومن خلالكم سأتعهد كما تعهدت سابقاً أن هناك ثلاثة أمور أساسية يجب على الدولة القيام بها. "من الممكن أن تتساءلوا بأنني الدولة أي الوزير ولكنني أقول لكم بأنني عضو بجزء من حكومة وجزء من سياسة الدولة. أولاً آن الأوان أن يكون موضوع الرعاية الإجتماعية غير خاضع للنقاش. فمن الممكن ان تناقش في مشروع شق طريق، بناء مدرسة أو توسيع مرفأ ولكن يمنع النقاش في دعم مؤسسات الرعاية الإجتماعية كلها سواء أكانت تعنى بذوي الإحتياجات الخاصة، بالمسنين، المدمنين أو بالأيتام لأن هذه الشرائح محسومة كلها ويجب دعمها وليس من المفترض مناقشة ما إذا كانت تحتاج الدعم أو لا إنما سوف ندعمها. لكن يجب أن نلتزم بسياسة معينة لأن أصحاب هذه المؤسسات تقع على عاتقهم مسؤوليات تجاه موظفيهم وطلابهم وتجاه الناس الذين يتلقون الرعاية وأهاليهم فليس من المفترض ان يتعرضوا كل فترة لمشاكل مادية ما يعرض الأطفال إزاء هذه المشاكل بأن يكونوا خارج المؤسسة ويعودوا إلى منازلهم أو أن تتوقف خدمات هذه المؤسسة. إنه لأمر معيب كدولة أن نتسمر بهذه السياسة وبهذا المنطق لذلك ناقشت سابقاً وسأناقش هذا الموضوع مع الوزراء فأنا لم ألق باللوم على أحد من الوزراء لذلك يجب أولاً أن ندفع المستحقات في وقتها. ثانياً أطمئنكم بأن عقود سنة 2019 يجب أن تكون الأسبوع المقبل على مكتبي بعد إنهاء كافة إجراءات الدولة وسأتابع الموضوع شخصياً مع ديوان المحاسبة ووزارة المال وآمل أن لا تطول مدة إجراءتها الإدارية كي تتحقق. ثالثاً، عدم الاستمرار باعتماد كلفة سنة 2011 فالكلفة المادية تختلف ما بين سنة 2011 وسنة 2020، لذا يجب رفعها".
كما تطرق الى الجمعيات الوهمية، قائلاً: "كل مسؤول أو كل من يتهرب أو يزايد علينا سياسياً ويقول "ظبط الجمعيات الوهمية مندفعلك"، أقول لهم كل من لديه اسم جمعية وهمية متعاقدة مع وزراة الشؤون فليتفضل ويقدم إخباراً للقضاء أو يذهب إلى جهاز أمني ويقوم بالتحقيق اللازم. أنا كوزير أتحمّل مسؤولياتي وأقوم بسمح شامل حيث أنني ألغيت عقود مع 20 جمعية مستمر بهذا المنحى لذلك أتأمل من السياسيين إخراج هذا الموضوع من المزايدة السياسية فمن الممكن ان نختلف سياسياً ولكن يجب أن نتحالف في خدمة هذا الإنسان والأطفال".
وختم: "اتمنى لكم كل التوفيق وحقيقة أنتم لستم بواحة فرح، أنتم واحة عطاء، عطاء دون مقابل فهذه الإرادة والوفاء والعاطفة من قبل العاملين في هذه الجمعيات تجاه الأطفال هو عمل عظيم وأتمنى على كل المسؤولين في الدولة أن يزوروا هذه الجمعيات ليتعرفوا على أهمية خدماتها، وأتمنى لكم كما شجرة الزيتون في الكورة منذ آلاف ومئات السنين ما تزال خضراء ولا يزال هذا الزيتون يعطي زيتاً مقدساً خاصة في الكورة ببركة كل المؤمنين ببقائنا وتجذّرنا في هذه الأرض أتمنى لواحة الفرح ولكل مؤسسات الرعاية في لبنان أن لا يجفّ زيتها وتستمر بإنتاجه ببركة الإنسان ولخدمته ففيها تكون القيامة وحضور ووجود مؤبد لوطننا الغالي لبنان".

وكان شارك في "ترويقة شغل البيت" التي نظمتها جمعية "واحة الفرح" لذوي الاحتياجات الخاصة الى جانب راعي الحفل متروبوليت طرابلس والكورة وتوابعهما للروم الأرثوذكس المطران أفرام كيرياكوس، النائبان نقولا نحاس وجورج عطالله، امين سر تكتل الجمهورية القوية الدكتور فادي كرم، الدكتور كريم منصور ممثلا النائب سليم سعاده، رئيس دير سيدة بكفتين الارشمندريت غريغوريوس إسطفان، رئيسا بلديتي بكفتين جورج جوزيف شوبح وأميون مالك فارس، يونا غصن عقيلة النائب فايز غصن،لاسلام كبارة الجسر عقيلة الوزير سمير الجسر، سليمه ريفي عقيلة الوزير أشرف ريفي، ماري عبد الدويهي عقيلة النائب إسطفان الدويهي، رئيس مؤسسة سابا زريق الثقافية  الدكتور سابا زريق، رئيس جمعية إنماء طرابلس والميناء أنطوان حبيب، مسؤولي جمعيات ثقافية وانمائية واجتماعية واندية، مدراء مدارس وحشد من اصدقاء الجمعية وأهالي الطلاب والمهتمين.

وقد افتتح الاحتفال بالنشيد الوطني ثم ألقت رئيسة جمعية الواحة كلمة قالت فيها: "نجتمعُ في هذه الصّبيحةِ المباركةِ عائلةُ واحة الفرح ومحبّوها ومشجّعوها حولَ "ترويقةِ شغلِ البيت"، شغلِ أبناءِ الواحةِ وأهلِهم والسّاهرين عليهم هيئةً اداريّةً ومربّينَ ومدرّبين. وما أحلاهُ إجتماعاً أردناه كلُّنا، لـمّا لبّيْنا الدّعوة، إسهامةً متواضعةً في دعمِ واحةِ الفرح. الواحةُ كانت، منذُ نيّفٍ وثلاثين سنةً، أوّلَ مَنْ حمَلَ رايةَ خدمةِ أصحابِ الإحتياجاتِ الخاصّةِ وتأهيلِهمْ ودعمِهم في شَمالنا العزيز، يومَ كانَتْ أوصالُ الوطنِ مقطّعةً. الواحةُ، يا أحبّةُ، وليدةُ الزّمنِ الصّعبِ، فرضَتْها الحاجةُ واستجابَتْ لها المحبّةُ. قَبِلْنَا التّحدّي آنذاك، وأسّسْنا وقطعْنا أشواطًا، وتطورْنا بنعمةِ اللهِ وشَراكةِ الدولةِ وآخرين، وما زالَتِ الصّعوباتُ تواجهُنا وسنغلبُها بإذنِ الله لأننا نعملُ بإيمانٍ ورجاءٍ ومحبّةٍ".
وأضافت: "في إجتماعِ أهلِ البيتِ، في ترويقةِ "شغلِ البيت"، يغمرُنا فرحٌ عظيمٌ إذْ تصرَّفَ معالي الوزير ريشار قيومجيان كواحدٍ مِنَ البيتِ، وقدْ نَقَلَ إليهِ حلاوةَ عائلتِنا مشكورًا الصّديقُ الدكتور فادي كرم. رغبْتُم يا صاحبَ المعالي مشاركتَنَا هذهِ الصبحيّةَ مع الأصدقاءِ والمحبّينَ. إنّه شرفٌ كبيرٌ لنا أن تكونوا معَنا ، بعفويّةٍ ومحبّةٍ. وبهذا تعبّرونَ عَنْ نبلِ شيمِكم  وتضامنِكم مع شركائِكم، مراكزِ الرّعايةِ والتّأهيل، في الضّيقاتِ والازماتِ. ونحن نرى وقفتَكُم الصّادقةَ الى جانبِ ذوي الاحتياجاتِ الخاصّةِ واليتامى والمسنّين في هذه الظروف الصّعبة التي تمرّ بها المؤسّسات الرّعائيّة محبّةَ الرّاعي وصدقَ المسؤولِ وعدلَ الحاكمِ. وهل يقومُ العدلُ بإهمالِ ذوي الاحتياجاتِ  والضّعفاءِ والفقراء؟ عذرًا صاحبَ المعالي، لا بدَّ  من أنْ نرفعَ صوتَنا علَّهُ يبلغُ الى آذانِ المعنيّينَ المسؤولينَ عن الأزمةِ الحاليّةِ كيْ نتفادى أزمةً أكبرَ وأفظعَ. اعتصمْنا منذُ أسبوعين ، أولياءً وأولاداً مستفيدينَ ومربّينَ أمامَ مؤسساتِنا على مساحةِ الوطنِ ولم نلمسْ استجابةً مسؤولةً من إدارةِ المال في لبنان حتّى الآن. لعلّ الضّعفاءَ لا مكانةَ  لهم ولا حسابَ عند أهلِ المال؟!".
وتابعت: "ما زالَ نصفُ مستحقاتِ السّنةِ 2018 دونَ سَدادٍ، كما أَنَّ عقودَ السّنةِ الجاريةِ 2019 لم تُبْرَمْ بعد. هذا ما يجعلُ مصيرَ شركائِكم في الرّعاية مجهولًا ، ممّا سيجبرُ البعضَ على اتخاذِ إجراءاتٍ تقشّفيّةٍ أو تقليصِ الخدماتِ أو الإقفالِ جزئيًّا أو كليًّا. تصّوروا يا سادةُ الأذى الذي يُصيبُ البلدَ إذا بلغْنَا ، لا سمحَ اللهُ، الى هذهِ التدابير؛ إهمالٌ لذوي الاحتياجاتِ ورصفُ العديدينَ في عدادِ العاطلينَ عنِ العملِ. نحنُ نذكّرُكُم يا صاحبَ المعالي بالحقوقِ العائدة لنا، ونطمعُ بالأكثرِ، عالمينَ أنَّها شغلُكم الشّاغلُ في هذهِ الأيّام. وثقوا أنّهُ مهما أمطرَتْ علينا المساعداتُ ليسَ لنا غنى عن الدّولةِ".
وختمت: "كنّا نوّدُ استقبالَكم، سيّدي الوزير، في يومِ عملٍ عاديٍّ لترَوا بأمِّ العينِ المركزَ يعملُ وينشطُ بالعاملين فيه كافّةً. لذا نطمعُ من لطفِكم زيارةً  تففديّةً لاحقة".
ثمّ كانت كلمة راعي اللقاء الميتروبوليت كرياكوس الذي قال: "أحب أن أقول إن كل هذا العمل المؤسسة هي تحت مظلة الكنيسة وهي حاظية على بركة الله خصوصاً في أيام العنصرة التي ربنا يظلل كل الناس والأطياف. واليوم بحضورنا مع بعض، شعرنا أننا عائلة واحدة خصوصاً في وسط هذه المؤسسة التي تعطي جواً من الفرح".
وأضاف: "نحن كنيسة في لبنان والشمال نفتخر بهذه المؤسسة ونعتبرها من أولويات فيها جو من الفرح والفعالية والجدية وذلك بفضل رئيسة المؤسسة والمسؤولين الساهرين على هذه الخدمة العملية التي نفتخر بها".
وختم شاكراً الوزير الذي زارنا اليوم مع كل المسؤولين، نشكركم لدعمكم من كل النواحي لأننا نتمنى أن تستمر هذه المؤسسة مع غيرها من المؤسسات أن تنمى على الرغم من الصعوبات الإقتصادية.
بعدها قدم أطفال الواحة عرضاً لمنتجاتهم كما قدموا هدية تذكارية للوزير قيومجيان.

بعد ذلك توجه الوزير قيومجيان والنائب السابق فادي كرم ورؤساء البلديات ومنسقي القوات إلى بلدة عابا حيث تفقدوا مشروع خزان مياه الشرب في وسط البلدة بعد استراحة قصيرة في بلدية عابا حيث عرض رئيس البلدية أمين خليل للمشاريع الإنمائية والإجتماعية التي تعمل على تنفيذها البلدي. وكان تأكيد على دور البلديات في عملية الإنماء لا سيما وانهم على تماسٍ مباشر مع المواطنين.
المحطة الثالثة في جولة الوزير قيومجيان كانت في مركز نادي جمعية النهضة الخيرية العمرانية حيث استقبلهم سيدات الجمعية وزاروا قاعة المسرح التي أعيد تأهيلها من قبل وزارة الشؤون خلال تسلّم الوزير بيار بو عاصي الوزارة.
ومن أميون إلى وطى فارس حيث كان في استقبالهم كاهن الرعية المونسينيور جورج عبود وعقد لقاء في قاعة الكنيسة تمّ خلاله عرض مجمل المشاريع الإجتماعية والإنمائية التي تحققت في البلدة بفضل الدعم الذي قدمته الوزارة خلال تولي الوزير بيار بو عاصي.
ومن وطى  فارس إلى بلدة المجدل حيث كان في استقبالهم في باحة الكنيسة كاهن الرعية الخوري يوسف الزغبي وأعضاء المجلس البلدي والمخاتير والأهالي وكان لقاء معهم تمّ خلاله عرض المشاريع المنفذة بالتعاون وبدعم وزارة الشؤون.