بالرغم من هدير الحرب في المنطقة، وبالرغم من انّ الجناحين المتشددين في كل من إيران والولايات المتحدة يرغبان في المواجهة، فإنّ واشنطن وطهران ستبقيان حريصتين على تجنّب حرب كبيرة
 

اتجهت أنظار العالم كله نحو الخليج، رصدًا للتطورات المتسارعة التي يشهدها منذ أسابيع عدة، وبلغت درجة عالية من التوتر في اليومين الماضيين، بعد حادث تفجير ناقلتي النفط، ما عزّز المخاوف من تطور الأمور إلى حدود المواجهة العسكرية، وخصوصًا أنّ وتيرة التهديدات الأميركية لإيران ارتفعت بوتيرة غير مسبوقة، مقرونة باتهامات مباشرة لإيران بالوقوف وراء تفجير الناقلتين، بهدف تعطيل تدفّق النفط عبر مضيق هرمز.

وعلى خلفية ذلك، قللت مصادر دبلوماسية عربية من احتمالات الحرب بين واشنطن وطهران معتبرة أن "الهجوم الذي وقع في بحر عُمان، مثير للتساؤلات في توقيته وهدفه، حيث أنّه استهدف ناقلة نفط يابانية، في الوقت الذي كان رئيس وزراء اليابان يقوم بزيارة إلى طهران، حيث تردّد أنّه يحمل رسالة من من الرئيس الأميركي دونالد ترامب لإقناع ايران بالتفاوض، بعد الإنسحاب الأميركي الأحادي الجانب من الإتفاقية النووية وردّ إيران بإجراءات مقابلة".

وفي السياق ذاته، أضافت المصادر نقلًا عو صحيفة "الجمهورية": "من المؤكّد أنّ ثمة جناحًا متشددًا في الإدارة الأميركية يريد الذهاب إلى الحرب، ركناه وزير الخارجية مايك بومبيو ومستشار الأمن القومي جون بولتون، في مقابل جناح آخر يريد التهدئة، حيث يبدو أنّ ترامب، بطبعه البراغماتي، قد انحاز إلى معسكر التهدئة. وبالتالي من غير المستبعد أن يكون الجناح المتشدّد قد أراد من خلال استثمار هذا الهجوم إعادة فرض نفسه، واخذ الرئيس الأميركي إلى خياره بالحرب المباشرة على إيران".

وبحسب المصادر نفسها، فإنّه "حتى الآن لا توجد دلائل دامغة تحدّد الجهة التي استهدفت الناقلتين، ومن هنا فإنّ باب الاتهامات السياسية مفتوح على الاستثمار والضغط، كما أنّ ايران مُتهمة أميركيًا بالوقوف خلف الاعتداء على الناقلتين، ففي الوقت نفسه، يمكن إدراج إسرائيل التي تملك الإمكانات والقدرات على تنفيذ هذا العمل، في خانة الاتهام، كونها المستفيد الأول من أي حرب أميركية على إيران".

وخلصت المصادر الديبلوماسية إلى القول، أنّه "بالرغم من هدير الحرب في المنطقة، وبالرغم من انّ الجناحين المتشددين في كل من إيران والولايات المتحدة يرغبان في المواجهة، فإنّ واشنطن وطهران ستبقيان حريصتين على تجنّب حرب كبيرة، هذا لا يعني عدم حدوث مواجهة محدودة وفي مكان مدروس يُكتفى به، الّا أنّ الخطورة تكمن في سوء إدارة الأزمة، أو بالأحرى سوء إدارة التصعيد، ما قد يؤدي إلى انفلاته، مع ما قد يترتب عليه من خراب وتداعيات".

وتجدر الإشارة هنا، إلى أن واشنطن اتهمت إيران بالوقوف وراء هجوم خليج عمان، على لسان وزير خارجيتها مايك بومبيو الذي قال إن "تقييم الولايات المتحدة هو أن إيران مسؤولة عن الهجوم على ناقلتين في خليج عمان".