تحت عنوان "بحر عمان.. نقطة استراتيجية تشتعل"، نشر موقع "روسيا اليوم"، تقريراً حول حادث استهداف جديد لناقلات نفط، على مقربة من مضيق هرمز، وأشار الموقع إلى أنّ هذا الاستهداف قد سلّط الضوء على الأهمية الاستراتيجية الحساسة لتلك المنطقة، التي تعد نقطة ربط بين دول الخليج والعالم.
 
وأوضح أنّ الأهمية تكمن في أن تلك المنطقة تعد ممرا لخمس الاستهلاك العالمي من النفط، الذي يقدر بنحو 100 مليون برميل يومياً، يمر نحو الصين واليابان، وكوريا الجنوبية والهند وسنغافورة ودول أخرى، عبر تلك المنطقة من خلال مضيق هرمز، 88% من الإنتاج النفطي للسعودية، 98% من إنتاج العراق، 99% للإمارات، وكل نفط إيران والكويت وقطر، والأخيرة تعد أكبر مصدر للغاز الطبيعي المسال بالعالم.

وأشار التقرير إلى أنّ التوتر الذي تشهده المنطقة باستمرار، والتهديدات الإيرانية بإغلاق هرمز، دفع الإمارات والسعودية وحتى إيران نفسها، إلى إيجاد طرق أخرى لتفادي المرور بمضيق هرمز، الذي يمر عبره قرابة 20 مليون برميل يوميا.

ونقل التقرير بيانات وكالة الطاقة الدولية لعام 2016، التي حددت خطوط الأنابيب السعودية والإماراتية العاملة التي لا تحتاج إلى مضيق هرمز، بالتالي:

1-خط أنابيب بترولاين: هو خط سعودي تبلغ طاقته الاستيعابية 4.8 مليون برميل يوميا، يمر به يوميا 1.9 مليون برميل، بينما تبلغ طاقته غير المستغلة 2.9 مليون برميل يوميا.

2- خط أنابيب أبوظبي للنفط الخام: خط إماراتي سعته 1.5 مليون برميل يوميا، يستخدم منها نصف مليون برميل.

3- خط أبقيق-ينبع لسوائل الغاز الطبيعي: خط سعودي تبلغ طاقته الاستيعابية 300 ألف برميل يوميا، وهي مستغلة بالكامل.

4- خط الأنابيب العراقي في السعودية: خط سعودي يستعمل لضخ الغاز الطبيعي.

ولفت الموقع إلى أنّ الطاقة الإجمالية لجميع هذه الخطوط تبلغ 6.6 مليون برميل يوميا، يستغل منها 2.7 مليون برميل بينما تصل السعة غير المستغلة إلى 3.9 مليون برميل، ما يعني أنها تقترب من ثلث الإجمالي فقط، الذي يمر عبر هرمز، مشيراً إلى أنّ الإمارات تسعى إلى تعزيز خط أنابيب حبشان- الفجيرة، الذي يمتد من حقل حبشان في إمارة أبو ظبي شمالا، مرورا بسويحان إلى ميناء الفجيرة المطل على خليج عمان جنوبا.

وبحسب الموقع، فإنّ الأهمية الاستراتيجية لهذا الخط النفطي العملاق (بطول 400 كيلومتر)، تكمن في كونه قادرا على تأمين نقل النفط الإماراتي والاستغناء عن مضيق هرمز، لكن خط حبشان-الفجيرة، قادر على نقل 90 بالمئة (1.8 مليون برميل) من النفط الإماراتي يوميا، شرط أن يعمل بطاقته القصوى، وهذا يعني أن الإمارات لا تزال تحتاج إلى مضيق هرمز لتصدير 10 بالمئة من نفطها (200 ألف برميل)، موضحاً أنّ إيران بدورها، تحاول الالتفاف على مضيق هرمز تحسبا من التطورات، فقد أقرت بناء 20 خزانا معدنيا لتخزين النفط، بمساحة تبلغ حوالي 6 ملايين متر مربع، لتخزين كميات تصل إلى 30 مليون برميل، في ميناء جاسك على ساحلها الجنوبي. 

واعتبر الموقع أنّ الإجراء الثاني هو إعلان طهران عن البدء في عرض مليون برميل نفط تقريبا للتصدير عبر البورصة الوطنية، ردا على العقوبات الأميركية، لافتاً إلى أنّ الولايات المتحدة الأميركية، التي يتمركز أسطولها الخامس في البحرين، وقعت في 25 آذار 2019 اتفاقية استراتيجية للموانئ مع سلطنة عمان، تمنح الجيش الأميركي تسهيلات أكبر في منطقة الخليج، كما ستحد من الحاجة لإرسال السفن عبر مضيق هرمز قبالة ساحل إيران، فيما قال مسؤول أميركي أنّ هذه الخطوة ستزيد من الخيارات العسكرية الأميركية في المنطقة في مواجهة أي أزمة.