خلال إلقاء وزير العمل كميل أبو سليمان، كلمة لبنان في الدورة 108 لـِ مؤتمر العمل الدّولي لعام 2019، المنعقد في جنيف، انسحب الوفد السوري المُشارك في المؤتمر، خصوصًا وأنّ الوزير وهو في الوقت عينه رئيس المجموعة العربيّة في المؤتمر، نقل التداعيات الخطيرة لاستضافة هذا العدد من النازحين وذلك في مختلف المجالات.
 
وللإستفسار عن واقعة إنسحاب الوفد السوري، كان لـِ موقع "لبنان الجديد"، إتّصالًا هاتفيًّا بـِ الأمينة العامّة لـِ حزب القوّات اللّبنانيّة الـ د. شانتال سركيس، التي رأت أنّ الموضوع بحاجة لأكثر من إجابة، قائلةً: "لو كان الوزير أبو سليمان يتكلّم بصفته الحزبيّة لكان الأمر طبيعياًّ ربما ولما احتاج للتعليق، ولكنّ الوزير أبو سليمان كان له دور ثلاثي، فهو يمثّل فخامة رئيس الجمهوريّة العماد ميشال عون، كما أنه رئيس المجموعة العربيّة المشاركة في المؤتمر بالإضافة إلى كونه وزيراً للعمل، من هنا يأتي هذا الإنسحاب مُستغرباً في الشكل على الأقل".
 
ولدى سؤالنا حول مضمون الكلمة التي ألقيت إذا أثارت حفيظة الوفد السوري، ردّت سركيس:" كما سبق وذكرت، الوزير أبو سليمان يمثّل رئيس الجمهورية وهو كان قد أطلع فخامة الرئيس مسبقاً على مضمون كلمته ونال موافقته وبالتالي أدلى أبو سليمان بالموقف الرسمي للدولة اللبنانية وكان على ممثلي النظام السوري الإطلاع على الموقف أياً يكن".
 
واعتبرت سركيس أنّ "إنسحاب الوفد السوري حصل عند كلام الوزير أبو سليمان عن النزوح السوري في معرض تعداد التحدّيات التي يواجهها سوق العمل اللّبنانيّ دون ذكر أي موقف سياسي استفزازي تجاه النظام لا تصريحاً ولا تلميحاً، بل أجرى مسحاً دقيقاً ومحدداً لأزمة النزوح السوري وحجمه وانعكاساته على نسبة البطالة المرتفعة، ولكن ربما دعوته لعودة النازحين هي ما أثارت حفيظة الوفد السوري لأن جميع محاولات إعادتهم باءت بالفشل وحتى من عاد منهم تعرّض لمضايقات الأمر الذي قد يكون رسالة للآخرين الذين يفكرون بالعودة، وهذا يؤكد المؤكد لدينا بأن النظام السوري لا يريد عودة النازحين ويعرقل جميع محاولات عودتهم".