أكد رئيس المجموعة العربية وزير العمل كميل أبو سليمان انه "لم يعد خافيا على أحد أن أهم التحديات التي يواجهها لبنان يكمن في العدد غير المسبوق للنازحين السوريين منذ بداية الازمة السورية عام 2011، مما يجعل لبنان البلد الاول في العالم من حيث حجم النازحين نسبة الى عدد مواطنيه، إذ تخطى عدد النازحين السوريين ثلث عدد المواطنين في لبنان، من دون احتساب اعداد اللاجئين من جنسيات أخرى".

وقال خلال إلقائه كلمة لبنان في الدورة 108 لمؤتمر العمل الدولي لعام 2019 المنعقد في جنيف: "لم تعد التداعيات الخطيرة لاستضافة هذا العدد من النازحين السوريين خافية على أحد، وذلك في مختلف المجالات وعلى كل الصعد، ومنها الارتفاع الحاد في نسب البطالة الوطنية، خصوصا لدى الشباب اللبناني، في ظل انخفاض نسب النمو".

وأضاف: "بات النازحون السوريون ينافسون اللبنانيين على فرص العمل، كما تفاقمت ظاهرة العمالة غير الشرعية التي تشكل خطرا على الأمن الاقتصادي والاجتماعي. ومنذ إندلاع الأزمة السورية، لم يتوان لبنان يوما عن القيام بواجبه الانساني كاملا تجاه النازحين السوريين الذين استضافهم على أراضيه انطلاقا من احترامه لمبادئ حقوق الإنسان والقانون الإنساني. لكن لبنان، مع دخول الأزمة السورية عامها التاسع، بات يعاني أزمات اقتصادية واجتماعية ضخمة تفوق قدرته على التحمل، نظرا الى إمكاناته المحدودة". 
ودعا وزير العمل باسم لبنان الى "تضافر الجهود لعودة النازحين السوريين الآمنة الى بلادهم، لكون هذه العودة تشكل حلا أمثل لأزمة النازحين، وحماية للبنان ولديمومته".

وكان ابو سليمان أشار في مطلع كلمته الى ان "منظمة العمل الدولية نجحت في أن تكون الركيزة الأساسية لترسيخ قيم العدالة الاجتماعية والحوار الاجتماعي على الساحة الدولية، مستندة الى صيغتها الفريدة بوصفها منظمة ثلاثية التكوين، وقائمة على تعزيز الشراكة بين الحكومات، وأصحاب العمل والعمال".

وذكر ان "لبنان عضو فعال في منظمة العمل الدولية منذ عام 1948، وملتزم المبادئ والحقوق الأساسية في العمل، وفق إعلان العام 1998. كما أنه مصمم دائما على الوفاء بالتزاماته بموجب أتفاقات العمل الدولية الـ51 التي صدق عليها".

وأضاف: "نحن نثمن التعاون المثمر بين لبنان ومكتب المنظمة الأقليمي في بيروت عبر البرامج والمشاريع القائمة، ومن بينها البرنامج الوطني للعمل اللائق، ومسح الأوضاع المعيشية للقوى العاملة والأسر في لبنان، ومشروع الهجرة العادلة الإقليمي في الشرق الأوسط، ومشروع القضاء على أسوأ أشكال عمل الأطفال. وقد عززنا هذا التعاون في الآونة الأخيرة، عبر مشروعي تعديل قانون العمل وقانون الضمان الاجتماعي، وإعادة النظر في ما يعرف بـ"نظام الكفالة" وتحسين أوضاع العاملات المنزليات، ودعم خلق فرص عمل للبنانيين، ولضمان ذلك، نتطلع الى المزيد من التنسيق مع الجهات المانحة".

وختم ابو سليمان: "اذ نتطلع الى صدور الإعلان المقترح لمئوية منظمة العمل الدولية، نأمل أن يشكل هذا الإعلان محطة أساسية في مواجهة التحديات، كما في الإستفادة من الفرص الناجمة عن التغيرات الجذرية التي يشهدها عالمنا، وذلك خدمة للقيم التي تقوم عليها منظمتنا".

تجدر الاشارة الى ان الوفد السوري المشارك في المؤتمر انسحب خلال إلقاء أبو سليمان كلمة لبنان.