تساءل الباحث في المجلس الأطلسي ديفيد ويمير إن كانت الولايات المتحدة الأميركية والصين ستتعاونان في الشرق الأوسط، لا سيما وأنّ واشنطن لها دور فاعل في المنطقة، فيما تزيد بكين من نفوذها بشكل سريع، ولا يبدو حتى الآن أنّ التنافس العالمي بين القوتين قد امتدّ الى المنطقة.
 
وبرأي ويليام ويشسلر وهو مدير برامج الشرق الأوسط في المجلس الأطلسي "هناك عدد من المناطق التي تتفق فيها المصالح الأميركية والصينية، على الرغم من التوترات العالمية بينهما، ويبدو أنّ التنافس في الشرق الأوسط لم يُكتب بعد".
 
فيما أشار جوناثان فولتون وهو أستاذ مساعد في جامعة زايد في أبو ظبي، إلى أنّ الصين تقوم بتوسيع نشاطها في الشرق الأوسط  وتعمّق الاستثمارات الاقتصادية، كذلك تقيم "شراكات استراتيجية" مع عدد من الدول، ولا تعتمد بذلك على الطاقة أو النفط فحسب، إذ يوجد الكثير من الفرص التي تقدّمها الصين.
 
وشدّد الكاتب على اهتمام واشنطن بمراقبة النشاط الصيني في المنطقة، ونقل عن مديرة مجلس البيت الأبيض للأمن القومي لشؤون الشرق الأوسط، فيكتوريا كوتس تقليلها من شأن التهديد الصيني للوجود الأميركي في المنطقة. وأشارت الى أنّ منتقدي الولايات المتحدة يرون أنّ انسحابها من الإتفاق النووي مع إيران، سيترك فرصة أمام الصين لملء الدور الإقليمي للولايات المتحدة.
 
 وتغاضت كوتس عن الردّ على تقرير نشرته شبكة "سي إن إن" مؤخرًا، وردَ فيه أنّ مسؤولين في الإستخبارات الأميركية يعتقدون أن المملكة العربية السعودية تشتري التكنولوجيا والبنية التحتية من الصين لتوسيع برنامج الصواريخ البالستية الخاص بها.
 
وأكدت كوتس اهتمام الصين بإسرائيل في المجال الإقتصادي، وهذا الأمر تتوقف عنده واشنطن، لا سيما وأنّ الاستثمار الصيني في إسرائيل زاد بنسبة عشر مرات في العام 2016 وحده.
 
من جانبه، علّق الباحث الصيني ديغانغ صان موضحًا أنّ ردود الفعل الأميركية على مبيعات الأسلحة الصينية والاستثمارات الاقتصادية تتباين بين منطقة وأخرى، ولفت الى أنّ لدى الصين مصالح جغرافية واقتصادية كبيرة في الشرق الأوسط، لا سيما بما يخص مبادرة الحزام والطريق التي تعرف بطريق الحرير والتي تمرّ بدول عدّة، من بينها لبنان، أمّا الولايات المتحدة فلديها مصالح جيوسياسية في الشرق الأوسط.
 
 ورأى صان أنّ الصين والولايات المتحدة ستنتقلان من تقاسم السلطة إلى تقاسم الأعباء، أي أنّهما قد تتشاركان في المنطقة.