ولم تستبعد المصادر أن تكون الاستقالة المفاجئة لليماني استباقا لقرار إقالة وشيك، في ظل التوتر غير المسبوق بين الأمم المتحدة والحكومة اليمنية وتمسك مجلس النواب اليمني بمطالبته الحكومة برفض التعامل مع المبعوث الأممي إلى اليمن، إلا بعد الحصول على ضمانات من الأمم المتحدة بتغيير سلوكه وطريقة تعاطيه مع الملف اليمني.
وجاءت استقالة اليماني بعد حملة لناشطين وإعلاميين يمنيين على مواقع التواصل الاجتماعي انتقدت أداء الحكومة في إدارة الملف الخارجي.
واعتبر السياسي اليمني فهد طالب الشرفي في تصريح لـ”العرب”، استقالة اليماني نتيجة ضغوط شعبية على خلفية اتفاق ستوكهولم الذي تسبب في “إحراج كبير للشرعية وكشف عن سوء إدارة ملف الخارجية منذ تعيين اليماني وضعف الأداء السياسي الذي اتسم بارتكاب الأخطاء الفادحة”.
ومن بين الأخطاء التي أشار إليها الشرفي “الثقة الساذجة في رغبة الحوثيين بتحقيق السلام والثقة المفرطة في البعثة الأممية المعروف عنها التعامل الناعم مع الحوثيين، فضلا عن حالة الاستياء الشعبي التي خلفها إيقاف معركة تحرير الحديدة”.
ولفت الشرفي إلى أن “اليماني كان يعد اليمنيين بسلام وهمي هو يعلم أنه لن يتحقق في ظل الإرهاصات التي وضعها الحوثيون وتسببت في تراجع الأداء السياسي والعسكري منذ عام في الوقت الذي كان يمكن أن تتحقق به أشياء كثيرة”.
وتوقع الشرفي أن تساهم استقالة اليماني في إعادة تقييم العلاقة بين الحكومة الشرعية والأمم المتحدة وهيئاتها العاملة في اليمن على أسس واضحة، مشيرا إلى أنه يجب الأخذ في الحسبان عند اختيار وزير جديد للخارجية أن يكون لديه رصيد في معرفة خلفيات الصراع التاريخية والسياسية ويفهم جيدا طريقة التفكير والنفسية الحوثية المحاربة.
وتزامنت استقالة وزير الخارجية اليمني مع زيارة وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية وبناء السلام، روز ماري دي كارلو، إلى العاصمة السعودية الرياض حيث من المفترض أن تلتقي بمسؤولين سعوديين إضافة إلى لقاء مع الرئيس هادي مقرر الثلاثاء.
ووفقا لمصادر سياسية مطلعة تهدف الزيارة إلى استئناف جهود السلام في اليمن، ومناقشة تحفظات الحكومة على أداء غريفيث، الذي تشير مصادر إعلامية إلى احتمال حصوله على دعم جديد من مجلس الأمن الدولي في ظل معلومات عن نقاش يدور في أروقة الأمم المتحدة لاختيار بديل له في حال أصرت الحكومة اليمنية على موقفها في رفض التعامل معه.
واعتبر فياض النعمان الوكيل المساعد لوزارة الإعلام اليمنية في تصريح لـ”العرب” أن نجاح زيارة روز ماري دي كارلو مرهون بجدية الضمانات التي ستقدمها الأمم المتحدة والمتمثلة بعودة مسار السلام إلى ما قبل تجزئة غريفيث للقضايا التي تضمنتها اتفاقيات السويد.
واعتبر الناشط والصحافي اليمني محمد سعيد الشرعبي أن “الدبلوماسية اليمنية تريد سياسيا مخضرما يدرك طبيعة الحرب في اليمن ويجيد إحباط المشاريع الرامية لشرعنة الانقلاب بدهاء وحنكة، ولديه علاقات داخلية وخارجية تعزز مكانته وليس مسؤولا مكتبيا أو ناشطا يشارك مبعوث الأمم المتحدة في تصفية القضية اليمنية”.