لقد قالها الزعيم وليد جنبلاط بوجه من أراد أن يلحق أعمال الإرهاب بالطائفة السنية وبصريح العبارة أن أهل السنة في لبنان أهل اعتدال ليطوق محاولات أرهبة الطائفة السنية كيّ لا يعطي المحاولين الفرص التي ينتهزونها لصنع لبنان كما صُنعت سورية على بُعدين أقلوي وأمني رغبة منهم في تعزيز حكم الأقليات في الدول المتعددة المذاهب والملل والنحل.
 

وحده بقيّ خارج تحالف الأقليات في زمن الانقسامات الكبرى بين الهويات فلم يتجاوب مع دعوات الأقليات للدفاع عن النظام العلوي في سورية كما فعلت الأقليات الشيعية والمسيحية ورفض أن يكون الدروز خارج الثورة السورية متمسكاً بحسابات الأكثرية السنية كونها الأكثر اطمئناناً للأقليات التي أثبتت فشلاً ذريعاً في الحكم قديماً وحديثاً وما التجربة المارونية في لبنان الاّ دليل واضح بالنسبة لجنبلاط عن سوء سلطة الأقلية التي دمّرت لبنان وأدخلته في حروب طاحنة ومازال اللبنانيون يعنون من آثار هذه الحروب ومن دعوات البعض الى الرجوع بالزمن لمرحلة الحكم الماروني الأقلوي.

وحده كأقلية طائفية يتمسك بالخيارات العربية ذات البعد السني في حين أن الآخرين من الأقليات اللبنانية يدفع باتجاه الخيارات الايرانية – الشيعية - والسورية – العلوية – رغم وفرة العروض لدخول الدروز في صفوف الأقليات وما يترتب عن ذلك من عقد اجتماعي جديد في لبنان وسورية ما يغير من التوازنات لصالح حكم الأقليات في صيغ سلطوية مستبعدة الأكثرية السنية في سورية خصوصاً عن الوصول الى الحكم وفي لبنان عن أيّ تأثير يُذكر على سياسات لبنان الداخلية والخارجية كما هو حال المستقبل الان الواهن كتيّار تمثيلي للطائفة السنية فقد عناصر قوّة الأكثرية أمام قوّة الأقلية.

إقرأ أيضًا: المستقبل وخساراته من لبنان إلى سورية

هذه القراءة في إحدى أوجه الانقسامات الحاصلة في المنطقة على ضوء الحروب الثلاثة الأساسية في اليمن والعراق وسورية تجد متنفّساً لها ومتسعاً في القراءة السياسية للأحداث المنطقة خاصة وان الشعارات الطائفية والمذهبية المرفوعة في فضاء الحروب المذكورة قد طيّفت ومذهبت الصراعات السياسية وما عاد من إمكانية لوضع الحروب بين ظفريّ المصالح والحسابات السياسية فقط.

لا شك بأن هذه قراءة من قراءات متعددة لما يجري في المنطقة وما يمنحها صوابية ما في التحليل هي طبيعة المعلومات المتعددة والمتوفرة والمًغذية لمشاريع الهويات والجهويات المذهبية والطائفية.

إقرأ أيضًا: عيد فضل الله وعيد للخامنئي وعيد للسيستاني

بالعودة الى الزعيم وليد جنبلاط ثمّة خط دفاع أوّل درزي عن أهل السنة لناحية رفضه استغلال الأعمال الارهابية لصالح التهوين والتخوين لطائفة معتدلة تاريخياً في لبنان ولم يمثل سُنة لبنان طيلة تاريخ لبنان السياسي سوى الأشخاص والتيارات المعتدلة وهي الطائفة الوحيدة التي لم يكن عندها ولها مليشيا في الحرب الأهلية في حين أن كبريات الطوائف في لبنان كانت تملك مليشيات دخلت السلطة من باب اتفاق الطائف وهذا ما أكدّ على حضور سُني معتدل دائماً في السياسة اللبنانية ولم تتقدم التيارات السنية المتطرفة درجة في تمثيل الطائفة في السلطة وفي المعارضة ولو لمرة واحدة في التجربة اللبنانية.

لقد قالها الزعيم وليد جنبلاط بوجه من أراد أن يلحق أعمال الإرهاب بالطائفة السنية وبصريح العبارة أن أهل السنة في لبنان أهل اعتدال ليطوق محاولات أرهبة الطائفة السنية كيّ لا يعطي المحاولين الفرص التي ينتهزونها لصنع لبنان كما صُنعت سورية على بُعدين أقلوي وأمني رغبة منهم في تعزيز حكم الأقليات في الدول المتعددة المذاهب والملل والنحل.