هذه التصريحات أتت داخل سياق الردّ على اتهامات كالها بوصعب ضد شعبة المعلومات التابعة لقوى الأمن الداخلي ومديرها العام
 

بداية أسبوع هادئة، بدا فيها أنّ الأطراف السياسية خرجت من خلف المتاريس، فتراجعت السجالات السياسية بشكل ملحوظ عمّا كانت عليه في الأيام القليلة الماضية، الّا أنّ فتيلها لا يزال مشتعلاً تحت رماد العلاقات المتأزّمة بين الأطراف السياسية، ويُنتظر أن تتبلور الصورة أكثر هذا الأسبوع.

وعلى الرغم من الإتجاه نحو التخفيف من الاحتقان بين التيار العوني والجمهور السني في لبنان، أدرج المراقبون تصريحات وزير الدفاع إلياس بوصعب حول إرهابية من قاتل في سوريا في سياق الإمعان في استفزاز الرأي العام السني لاسيما في الشمال.

وتجدر الإشارة هنا، إلى أن بوصعب أكد أن "معظم الذين كانوا يقاتلون في سوريا هم من الإرهابيين المحتملين".

وفي السياق، أفادت مراجع سياسية نقلًا عن صحيفة "العرب اللندنية" أن "لبنان الرسمي ومن خلال أجهزته الأمنية يجابه الإرهاب بجدارة وبشهادة العواصم الدولية، غير أن لصق الإرهاب بطائفة دون أخرى والغمز من قناة السنية السياسية كحاضنة للإرهاب يعدّ خطيرًا ومهددًا للإستقرار الداخلي كما يهدد الصفقة الرئاسية برمتها".

في مقابل ذلك، ردت وزيرة الداخلية ريا الحسن على "إصرار وزارتها على معالجة الإرهاب بتطرف"، وتعهدت بأن "تكون قوى الأمن متطرفة في مواجهة الإرهاب الأسود"، وقالت أن "الجريمة البشعة التي ضربت مدينة طرابلس هي من صنع فلول الإرهاب الأسود الذي نجح لبنان في محاربته، وقوى الأمن ستكون متطرفة في القضاء عليه".

علمًا أن هذه التصريحات أتت داخل سياق الردّ على اتهامات كالها بوصعب ضد شعبة المعلومات التابعة لقوى الأمن الداخلي ومديرها العام.

وبحسب "اللندنية"، فقد عبرت مصادر سياسية عن مخاوفها من أن "تكون حملة التيار العوني ضد السنية السياسية جزءًا من مخطط إقليمي مرتبط بموقف إيران وأجنداتها بما يخطط لمستقبل سوريا، خصوصًا أن النيل من السنية السياسية يقابل بصمت من قبل الشيعية السياسية بقيادة حزب الله".

كما لفتت المصادر إلى أن "استغلال التيار العوني للعملية الإرهابية في طرابلس لشن هجمات ضد تيار المستقبل وشعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي، أثار ردود فعل قد تأخذ منحى طائفيًا، خصوصًا بعد تلميحات صدرت عن منابر مقربة من الرئيس ميشال عون تتهم شخصيات طرابلسية قريبة من الحريري بأنها كانت راعية للإرهابي عبدالرحمن مبسوط الذي ارتكب عملية طرابلس".

ويُشار هنا، إلى أن "قتل أربعة عناصر من الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي بينهم ضابط في اشتباكات مع مسلح في طرابلس طرابلس، وجُرح 4 آخرون، بينهم حارس أمن بشركة خاصة، فيما فجر المسلح نفسه بعد محاصرته بأحد المباني، الإثنين الماضي".